3. عدم الاشتغال بالمطولات.
4. لا تنتقل من مختصر إلى آخر بِلا مُوجِب.
5. اقتناص فوائده .. الخ.
§ الرحلة و التدوين:
فمن لم يرحل في طلبه للبحث عن الشيوخ، و ترك السياحة في الأرض للأخذ عنهم، فيبعُد تأهُّلُه ليُرحَل إليه هو فيما بعد، فقد تكون عند الأباعد خُلاصة الأسفار، واعلم أن في ذلك لذةُ العلم، وقد قيل (من لم يكن رُحْلة، فلم يكون رُحَلَة)، ولا تجعلها أي ــ الأخيرة ــ غاية دائما، قال العلامة أبو بكر الشاشي الشهير بالمستظهري:
تعلَّم يا فتى والعُود غضٌّ
وطينُك ليِّنٌ، والطبعُ قابِل
فحسبُك يا فتى شرفاً وفخراً
سكوتُ الحاضرين وأنت قائلْ
§ أهمية القراءة:
ولا تنس أو تتناسى أهميةَ القراءة وكثرة المطالعة، فهي باب تفتح عليك مدارك علوم لم تكن تعلمها، مراعياً العمل بما تقرأ من خير، و أن تقرأ ما تميل إليه النفس، واختيار الوقت المناسب، والتنويع بالقراءة كي لا تمل، وحاول فهم الكتاب ولو استدعى إعادة القراءة فيه مرةً واثنتين .. وأيضا ليس كل كتاب صالحٌ للقراءة بل استشر العلماء و طلاب العلم ممن هم أعلى منك، فما خاب من استشار، واحرص على التعليق عليه فهو دليل الفهم والمتابعة، واحرص على تقييد الفوائد إما على الكتاب في جَنَبَات الصفحة، أو طرفيه، أو أن تخصِّص لذلك دفتراً مُقسَّما على أبوابٍ كلما اكتسبت فائدةً ضعها في قسمِها الخاص.
§ موقفك من الفتن:
إنها تلكم الفتن التي تحرق الدين والعقل وكلَّ خير، فإنه لا خيرَ في فتنةٍ أبدا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ منها دائماً، واعلم إنها إن نزلت لا تصيب الظالم فقط؛ بل تتعدى الجميع، واعلم أن معها من الفساد ما يكون مُدنِياً بقيام الساعة، وأما عن موقفِك منها:
1. عليك بالرفق والتأني والحلم.
2. إذا برزتَ في منصب ديني فلا تَحكُم على شيء منها حتى تتصوَّره كاملا.
3. لزومُ جماعةِ المسلمين فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة "، وإن لزوم جماعة السنة يكون بلزوم أقوالهم وعدم الخروج عن قواعدهم ولا عن ضوابطهم، ولا عمَّا قرره علماؤهم، لأنهم يعلمون من أصول الدين المبني على الأدلة الشرعية ما لا يعلمه كثير من الناس، فلهم نظر صائب وقدمٌ راسخة فيه ..
4. التزام العدل والإنصاف.
5. أن الرايات المرفوعة باسم السنة والجماعة، لابد للمسلم أن يزنها بميزان الشرع، ولا يتم إلا بعد علم شرعي يملِكُهُ ...
§ إياك والتلقي عن مبتدع:
فإنه يُحكِّم الهوى، ويسمع للعقل، ويعدِل عن النص، ويتمسك بالضعيف، قال الذهبي: إذا رأيت المتكلم يقول دعنا من الكتاب والأحاديث وهات العقل، فاعلم أنه أبو جهل (المبتدع)، فلن تكون متينَ الاتصال بالله، وصحيحَ النظر، قافياً الأثر؛ إلا بتركِ الاقتراب منه، فالزم صاحبَ العقيدة البيضاء الناصعة ...
§ اللغة العربية:
إياك أخي ــ طالب العلم الشرعي ــ والتنازلَ عن لغة الدِّين والعِلم، وتشبَّثْ بنواجذك بها، واجعلها شعارك ودثارك الذي تُعرف بها عروبتك الأصيلة المستقاة من الوحيين، فإنها لغتنا التي حفظت علينا شخصيتنا على مدى التاريخ، وربطت شعوب أمتِنا برابطِها الوثيق، وقرَّبت بين أمزجة مواطنيها ومشاعرِهم، وواءَمَت بين تقاليدهم وأفكارِهم، وهي الحصن الذي لاذ به العرب طوال خمسةَ عشر قرنا؛ فصان كيانهم من أن يتمزَّق وحفظَ شملهم من أن يتفرق، ووحَّد كلمتهم على دفع العدوان كلما تعرضوا للعدوان، وهي فوق ذلك كلِّه لغة قرآننا العظيم، ووعاء ديننا القويم، وتراثنا الروحي والعقلي، وإن أية حركة تخلُّ بالنطق بلغة الضاد؛ عدوانٌ على القرآن، وهي بذلك عدوان على الإسلام ..
§ الترفُّه:
طالبَ العلم: ما أجمل أن تَدَعَ التنعُّم والاسترسال في الرفاهية، وأن تأخذ بوصية عمر ابن الخطاب رضي الله عنه إذ قال: وإياكم والتنعم و زي العجم، وتمعددُوا واخشوشِنوا. فخذ من الزينة ما يزينك ولا يشينك، ولا تجعل فيك مقالاً لقائل، ولا لمزاً للامز، فإن تصنيف الناس في ملا بِسك هو: الرصانة والعقل، أو التمشيُخ والرهبنة، أو التصدي وحُبّ الظهور ... فافهم وعي لاتغفلن ..
§ التوقيع عن الله:
¥