تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

8. اشكر الله واحمده على استبانة الحق إن جهلتَه، وعلى التوفيق لإصابتِهِ إن كان معك ..

§ المزاح:

قال سعيد بن العاص رضي الله تعالى عنه لابنه: (اقتصد في مزحك فإن الإفراط فيه يُذهب البهاء، ويُجرِّئ السفهاء، وإن التقصير فيه يَغُضُ عنك المؤانسين، ويُوحِش منك المصاحبين .. ).

ويجب أن يقيَّد المزاح بخلِّوه من الكذب، ولا يخرج عن الوقار، بقليلٍ معتدل، ورد عند الترمذي وحسنَّه الألباني من حديثِ الحسن قال: أتت عجوزٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله اُدع الله أن يُدخلني الجنَّة، فقال ((يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز)).

قال فولَّت تبكي، فقال أخبِروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول ((إنا أنشاهن إنشاءا. فجعلناهن أبكارا. عربا أترابا)).

واعلم أن كثرتَه تُميتُ القلب كما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم ...

§ إطلاق اللسان:

ذكر ابن القيم عن عصرهِ ما تمثَّل وقوعُه في عصرِنا؛ إذ يقول:

(ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفُّظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة وشرب الخمر، والنظر المحّرم، وغير ذلك، و يصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يُشار إليه بالدِّين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سَخَط الله لا يُلقي لها بالاً، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعدَ ما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورِّع عن الفواحش والظلم، ولسانُه يفري في أعراضِ الأحياء والأموات، لا يبالي ما يقول) ا. هـ

§ الشّواذّ و غثاثة الرُّخص:

فإن لإشاعةِ غثاثةِ الرخص، والتجسيد للآراء الشاذة، وتربيةِ مولودِها (التلفيق)؛ منابذةٌ للاعتقاد السليم، بل هي من صنع العداء، ومحتضنُها يكون بأساً على المسلمين وبلاء، فاحذر يا عبدَ الله أن تبني مجدَك وحياتك على العزِّ الكاذب؛ بنشر الشاذِّ من المسائل والرُّخَص الفاسدة، مُبرِّراً للواقِع الآثِم، وقديماً قيل من تتبع رخص العلماء تزندق!! ..

§ طاعة ولاة الأمر:

اعلم أن ما أمر الله به ورسولُه من طاعة ولاة الأمر ومُناصحتِهم واجب شرعي، إذ أمر الله المؤمنين بطاعتهم في مواطن من القرآن والسنة مثل (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم .. ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره؛ إلا أن يُؤمرَ بمعصيةٍ فإن أُمر بمعصيةٍ فلا سمع ولا طاعة)، وقال: (عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرةٍ عليك) قال ابن تيمية: أي وإن استأثر ولاةُ الأمر عليك فلم ينصفوك ولم يعطوك حقك، و اتق الله فيهم في مجالسك، واحذر غشَّهم والكيد لهم، أو الخروج عليهم بقولٍ رأوه،أو فعلٍ اِرتأوه ..

§ الهجر القبيح:

فلا تهجر أخاك المسلم لأسباب تافهةٍ غيرِ شرعية، فهو سندُك عند الأزمات،قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات؛ دخل النار).صحيح الجامع.

§ النصيحة:

فقد وصَّى بها الخليلُ محمد صلى الله عليه وسلم في حديثٍ شهير، واعلم بل ــ اِجعلها نُصب عينيك دائما ـــ أن لها آدابا تخُصُّها، لابد من الطالب أن يعيَها، منها:

1. أن تكون لله خالصة، وإلا فإن ثمرتها في تَبَاب ..

2. التزام اللِّين مع العامة.

3. لا تؤخِّرها عن وقت الحاجة، إلا لحكمةٍ تقتضي ذلك.

4. التدعيم بالأدلة الصحيحة الصريحة.

5. عدم الإنكار في بعض مواطن الخلاف.

6. عدم التعنيف والتجريح.

7. أن نصيحة الناس تختلف حسب مراكزهم، وأعمارهم، وأفهامهم، وبين عالمٍ وجاهل ..

8. أن تكون سِريةً في وقتِ السِرّ، وإياك ثم إياك فإياك أن تُعلِنَها صريحةً في موضعٍ يستلزمُ الضِدَّ، فإن لها أضراراً بالغة جداً منها: ترك الحق، المكابرة والعناد، الاتهام بالسوء، ارتكاب الضد.

وصلى الله وبارك على النبي الأمي ..

كتبتها عام 1423 هـ، أخوكم ـ إعداد: محمد بن علي البيشي غفر الله له ولوالديه ومشايخه والمسلمين

ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[02 - 11 - 07, 02:23 م]ـ

بارك الله فيكم ونفع بكم وعفا عنا وعنكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير