تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إدارة الوقت ... ليست للكبار فقط]

ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[01 - 01 - 10, 11:34 ص]ـ

[إدارة الوقت ... ليست للكبار فقط]

تيسير الزايد

كل الأسر تعد الساعة ستين دقيقة، واليوم 24 ساعة، والأسبوع 7 أيام، ومع هذا قد نجد أسرة ناجحة لديها من الوقت ما تحقق فيه أهدافها, وتستمتع بوقتها وتمارس عبادتها بيسر، وأسرة أخرى أنهكها الجري وراء عقارب الساعة، فلا هي عاشت بهدوء، ولا هي حققت ما قد ترغب به، ولا هي استمتعت بحياتها، ولا هي أتقنت عبادتها!

الفرق بين الأسرتين هو أن الأولى أدركت أهمية الوقت، وتعلمت كيف تديره، والأخرى غاب عنها هذا الأمر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤكداً أهمية الوقت: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ» (أخرجه البخاري).

فمن استعمل صحته وفراغه في طاعة الله تعالى، وطاعة رسوله فهو المغبوط، ومن استعملها في معصية الله تعالى، ومعصية رسوله فهو المغبون؛ ذلك لأن الصحة يعقبها السقم، والفراغ يعقبه الشغل.

يقال في الغرب ( time is money) « الوقت كالمال»، والحسن - رحمه الله - يقول: «أدركت أقواماً كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه»، ذلك لأنه يعلم أن العمر إن ضاع فات ولم يعوض، وأن الدرهم إن ارتحل يوماً حل في آخر.

هنا نرى أن الوقت لا يعادل المال، بل هو أغلى منه، وكما قال الصحابيُّ الجليل عبدالله بن مسعود: «ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسُه، فنقص من أجلي، ولم يزد فيه عملي».

إدارة الوقت مهارة، علينا - كوالدين - ممارستها وتعليمها لأبنائنا؛ لأننا إذا كنا من النوع الثاني من الأسر سنحاول أن نعوض ما فاتنا من الوقت، والعمل بطرق خاطئة، كالنوع الأقل والسرعة في تناول الطعام، وقيادة السيارة, وإعطاء الترفيه جزءاً أصغر في حياتنا، والتقصير في عبادتنا، وهذا كله له تأثير سلبي على حياتنا الشخصية والعائلية.

و يبقى سؤال: كيف ندير وقتنا بفعالية? وما معنى إدارة الوقت؟:

هو الطرق والوسائل التي تساعد المرء على تحقيق أهدافه، وتحقيق التوازن بين الواجبات والرغبات والأهداف. ويخبرنا المختصون بإدارة الوقت أنه كلما استخدمنا وقتنا بفعالية كان إنتاجنا أكبر.

فالوالدان العاملان اللذان يحسنان إدارة الوقت يعملان بإخلاص في العمل والعبادة، ويمارسان حياتهما الأسرية بفعالية، ولهما وقت لممارسة بعض الترفيه، فهم بالتالي حققوا التوازن بين واجباتهم ورغباتهم.

ومفهوم إدارة الوقت ليس للكبار فقط، بل يمكن للصغار الاستفادة منه، وتدريبهم عليه كما سنذكر لاحقاً في هذا المقال.

دراسة سريعة لقائمة المدفوعات

كم تكلفك أنشطتك اليومية من وقت؟

سؤال عليك الإجابة عليه قبل البدء بتطبيق مبدأ إدارة الوقت، كل ما عليك عمله هو كتابة كل ما تقوم به من نشاط يومياً لمدة أسبوع، مع كتابة الزمن المستغرق في عمل هذا النشاط، ويفضل أن يكون على شكل جدول.

1 - انظر إلى الجدول الذي أمامك، وابحث عن النشاط الذي يكلفك الكثير من الوقت ولكن فائدته عليك بسيطة:

كالجلوس بالساعات أمام التلفاز، أو التحدث لمدة طويلة في الهاتف، أو ترتيب ألعاب الأطفال المبعثرة لعدم وجود مكان واضح ومرتب لوضعها، ولا تنسى الوقت الذي يمكن أن تضيعه في القلق.

2 - اعط أولوية الوقت للأعمال التي تتسم بأنها حاجات ضرورية كالصلاة والعبادة، العناية بالصحة، إصلاح الأشياء الخطرة، دفع المصاريف، وأداء وظيفتك.

3 - تأتي في المرحلة الثانية الأشياء التي تمس مستقبل الأسرة، كالوقت الذي تقضيه مع أسرتك، ووقتك في تدريس صغارك، والوقت الذي تقضيه في تطوير ذاتك وعملك.

4 - ثم تأتي الأعمال التي يمكن تأجيلها عندما يتوافر وقت، مثل الأعمال التي يطلبها منا الآخرون، وهم قادرون على القيام بها، ولكن يمنعهم كسلهم.

وسائل لإدارة الوقت في المنزل:

1 - ضع جدولاً يومياً، واجعله بسيطاً، وعندما يكون لديك واجب تجاه أسرتك لا تجعل سؤالك لهم سؤالاً عاماً، مثل: «ماذا تريدون اليوم؟»، بل اجعله سؤالاً فيه خيارين، ضع في الجدول مواعيد محددة قدر الإمكان لكل شيء، وقلل من الأوقات التي تقضيها في أشياء لا تعود عليك بالنفع، سواء في الدنيا أو الآخرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير