تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

< SUB> وعن جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار يقول: ((كفى بالمرء شرا أن لا يكون صالحا وهو يقع في الصالحين)) شعب الايمان (5/ 316).

- من طعن في العلماء فقد وقع في إحدى الكبيرتين الغيبة أو البهتان: قال تعالى:

( وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) الحجرات: 12، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: " فيه نهي عن الغيبة، وقد فسرها الشارع كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود: حدثنا القعنبي، حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله ما الغيبة؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((ذكرك أخاك بما يكره) قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)) وأخرجه مسلم برقم (2589). وقد ورد فيها الزجر الأكيد ولهذا شبهها تبارك وتعالى بأكل اللحم من الإنسان الميت، أي كما تكرهون هذا طبعا فاكرهوه ذاك شرعا، فإنّ عقوبته أشد من هذا وهذا من التنفير عنها والتحذير.

وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: ((إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا))، أخرجه الشيخان. وقال صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنّه من اتبع عوراتهم يتبع الله عز وجل عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)) رواه أبو داود برقم (4880) وقال الألباني: حسن صحيح.

- من طعن في العلماء فقد أعلن الحرب على الله سبحانه:

روى البخاري في صحيحه برقم (6502)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)) ومن كان حربا لله تعالى فهو خاسر. قال شيخ الإسلام رحمه الله: ((من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا)) ا هـ. والعلماء هم أهل الإيمان والتقوى حقا فيدخلون بالدرجة الأولى في أولياء الله سبحانه وتعالى.

- الطاعنون في العلماء عرضة لاستجابة دعوة العالم:

وهذا من جهتين:

01- في قوله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث القدسي السابق: ((ولئن سألني لأعطينه ولئن استعادني لأعيذنه) قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم: "يعني أنّ هذا المحبوب المقرب له عند الله منزلة خاصة تقتضي أنه إذا سأله شيئا أعطاه إياه، وإذا استعاذ به من شيء أعاذه منه، وإذا دعاه أجابه، فيصير مجاب الدعوة لكرامته على الله تعالى.

02- دعوة المظلوم ولو كان فاسقا مستجابة فكيف بدعوة ولي من أولياء الله، قال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم)) رواه البخاري في الأدب المفرد برقم (32) وهو حسن كما في الصحيحة برقم (596).

مساوئ الطعن في العلماء:

_ الطعن في العلماء طعن في الشريعة:

إنّ القدح في الحامل يفضي إلى القدح بما يحمله من الشرع، وبتوقير العلماء توقر الشريعة لأنهم حاملوها وبإهانة العلماء تهان الشريعة، لأنّ العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس ذلت الشريعة التي يحملونها ولم يبق لها قيمة عند الناس وصار كل إنسان يحتقرهم ويزدريهم فتضيع الشريعة. قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في الردود (ص450): ((وبهذا تعلم أنّ تلك البادرة الملعونة وهي تكفير الأئمة النووي، وابن دقيق العيد، وابن حجر العسقلاني، أو الحط من أقدارهم، أو أنّهم مبتدعة ضلال، كل هذا من عمل الشيطان وباب ضلالة وإضلال وفساد وإفساد، وإذا جرح شهود الشرع جرح المشهود به، لكن الأغرار لا يفقهون ولا يتثبتون)).

_ الطعن في العلماء يسبب التعطيل في الانتفاع بعلمهم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير