تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• أن تكون سبباً للمضاهاه بأن يحملوا شيئاً من فساد القديم فيخلطوه بالحق القويم كما ضاهأ فُُساق أهل الكتاب الذين كفروا من قبل فأدخلوا فى الدين شيئاً من أفكار وطقوس الوثنية السابقة ومعتقداتها فأنشأوا ديناً جديداً بشرياً فيه خليط من الحق والباطل ... ومن الكفروالإيمان ومن الرجس والطهارة ودين الله الحق الصافى لا يقبل أن يخالطه أدنى نجس.

ثم بين يوسف أن سبب التخلى عن ملة الكفر والفساد والتجرد منها بصورة تامة وذلك التحلى بملة الإيمان الخالص الطاهر الذى لا شرك فيه البتة هوأيضاً من فضل الله ونعمته علينا وعلى الناس جميعاً (ولكن اكثر الناس لا يشكرون).

• الأكثرية من الناس لا يشكرون نعمة الله عليهم مع أن شكرهم ينفعهم هم والله غنى عنهم ولن يزيد ذلك فى ملكه شيئاً ... وكفرهم يضرهم ولن ينقص ذلك فى ملكه شيئاً.

• الأكثرية من الناس لا تشكرعطاء الربوبية فتتعرف على الرب المنعم وتثنى عليه بما هو أهله بل تجحده وتنسب الفضل إلى غيره ومن ليس أهله.

• الأكثرية من الناس لا تشكر عطاء الألوهية فتتعرف على منهاجه الرشيد وتستقيم فى حياتها على صراطها المستقيم بل تنكره وتتيه فى سبل معوجة ومناهج جاهلية وتتبع أحكاماً طاغوتية وتزيينات شيطانية.

• الأكثرية من الناس يؤثرون العاجلة على الآخرة والفانية على الباقية واللذة العارضة على السعادة الدائمة.

وهكذا علمنا يوسف أن الأكثرية الضالة ليست حجة للحق ولا دليلاً عليه فالحق لا يدور مع الناس بل هو قبلة يجب على العاقل الذى يبتغى الوصول أن يتجه إليها

والحق ليس له إلا مصدر واحد يعرضه ويحقه ... إنه الله ... هوالحق ... ووعده الحق ... كل أمر منه فهو حق ولا حق إلا منه.

لقد كانت الديموقراطية لعبة شيطانية ماكرة يقصد بها:

• إلباس الباطل ثوباً زائفاً من الحق ... ثوب الأكثرية النسبية العددية.

• قلب الأمور فيصير الحق باطلاً والباطل حقاً ... وإزاحة الحق عن موقعه وإبداله بالباطل تحت ستار من الخديعة والدجل بالأكثرية الصوتية أولم تكن أصوات قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون وكفار قريش أكثرعدداً وأعلى صراخاً؟

وهكذا فقد قطع يوسف الطريق على صاحبيه أن يقولا: إنا وجدنا الناس (أكثرهم) على ملة فاتبعناها على أنها الحق ... وأرشدهما إلى الصواب والحق وأسقط حججهما وأعذارهما وهى ما زالت فى سرائرهما قبل أن تصل إلى أفواههما.

بعد أن عرف يوسف نفسه كداعيه ... ورسالته كدعوة ... بدأ بذكرحقائق الدين الرئيسية وأصوله الأساسية فقال (يا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌأَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ* مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَآءً سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمْ مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)

حقاً ... إن هذه الأسماء الجوفاء ما كان لها أن تصعد هذا المرتقى الجلل لولا الذين سموها وأفاضوا عليها هذه المسميات سواء كانت أصناماً حجرية أوأبقاراً حيوانية أوكواكب فضائية أوشجراً أوناراً أوطواغيت وفراعنة.

إن الناس هم الذين يسمون آلهتهم المزيفة ويخترعونها ... ثم ينادون بها ويصدقون ما زيفوا فيعبدونها ... يعبدون الشيطان والهوى الذين يوسوسان فى صدورهم.

ولقد سمى الناس آلهتهم (اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى ... وودا وسواع ويغوث ويعوق ونسرا) ... وسمى أناس أميرهم فرعوناً وألهوه واستخف فرعون قومه فأطاعوه ... ولو لم يفعلوا ذلك بداية أوامتنعوا عن العبادة والطاعة ما كان لطاغوت أن يتأله ولا لفرعون أن يتفرعن ... فهذه الآلهة التى اخترعها الناس وعبدوها لا حقيقة ولا سلطان لها ولا دليل ولا برهان من منطق عقلى سليم.

إن السلطان الغالب والبرهان المبين إنما يأتى من الله الحق وحده (إن الحكم إلا لله)

إن الحاكمية لله وحده حقيقة إيمانية على كل مكلف الإيمان بها والتسليم لها والخضوع لها:

• تشريعاً: بما أنزل الله من كتاب وأوحى إلى الرسول (وَكَذلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا) (الرعد37)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير