تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

-- في هذا النوع من الخلاف لا يجوز أن ينكر مجتهد علي مجتهد إلا ببيان وعرض ما يراه الأول حقا، فلا يجوز الهجر أو اللعن أو التبديع أو التفسيق، بل ولا يجوز أن يحمل في قلبه لأخيه حقد ولا غل ولا حسد ولا بغض، بل يقول – وهو يري أنه هو المصيب -: قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ... فهذا الذي قال عنه من قال من السلف: أن الخلاف رحمة، ولم يقصدوا أن الخلاف في ذاته رحمة، فإن الله نهي عن الخلاف والتفرق، بل لأن كل مجتهد ومتبع مرحوم غير معذب، فإما له أجران وإما له أجر واحد، وهذا بخلاف (خلاف التنوع) فإنه في ذاته رحمة من الله عز وجل بالأمة ...

> أجمع العلماء علي أن من استبانت له سنة الرسول لم يكن ليدعها لقول أحد من الناس كائنا من كان ...

بـ) الخلاف غير السائغ المذموم: وهو ما خالف نصا من كتاب أو سنة صحيحة أو إجماعا قديما أو قياسا جليا، وهو أكثر ما يكون في العقائد والأصول، وأقل ما يكون في الفقهيات والفروع، ومن ذلك الخلاف ما يُكفر المخالف فيه: كالخلاف الاعتقادي بين المسلمين واليهود والنصاري والمجوس وأمثالهم أو كادعاء النبوة، أو كوجوب الصلوات الخمس وصوم رمضان وحرمة الزنا والخمر، ومنه ما يُبدع فيه المخالف ما الخلاف في تكفيره: كسب بعض الصحابة أو كلهم أو كلعن الإمامين أو غير ذلك ومنه ما يُبدع فيه المخالف فقط كإنكار المسح علي الخفين أو إنكار رؤية الله عز وجل يوم القيامة أو القول بجواز نكاح المتعة أو غير ذلك ...

-- ولا فرق في ذلك بين المسائل التي يُطلق عليها أصول علمية، وأخري يُطلق عليها فروع عملية في الحكم الشرعي، لأن الفيصل في المسألة هو وجود النص أو الإجماع أو القياس الواضح.

-- أسباب الاختلاف المذموم:

1 - البغي والتنافس علي الدنيا ورئاستها.> والعلاج هو إخلاص الدين لله وطلب رضا الله Y والخوف من عقابه وعذابه.

2 - الجهل ونقص العلم وانتشار البدع واختلاف المنهاج، والعلاج هو التعلم السليم المبني علي الدليل الصحيح وذم الجهل ورد البدع وإبطالها ومحاولة جمع الناس والجماعات علي المنهج المرضي المعصوم.

3 - ظهور رؤوس البدع والضلال الدعاة علي أبواب جهنم، الذين يلبسون علي الناس أمر دينهم، والعلاج أن يخلص الإنسان - مهما كانت ملته – في البحث عن الحق، وفي البحث عن أهل الحق فيكون معهم، والعلاج أيضا التشهير بهؤلاء المنافقين وفضحهم علي الملأ ورد بدعهم وضلالهم ببيان الحق، وكذلك يكون بجمع الناس علي أهل العلم الربانيين والدعاة المخلصين، كل في بلده وصقعه الذي هو فيه، ليتحركوا علي بينة من الأمر، حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا.

4 - التعصب الأعمي البغيض، الذي يعلم صاحبه الحق ولكنه لا يتبعه لهوي في نفسه أو لبغضا لمن جاءه به أو تقليدا لشيخه أو تعصبا لمنهجه وجماعته، وكذلك ضعف الولاء للكتاب والسنة، وعقد الولاء والبراء علي غيرهما.

-- ولابد من الإشارة هنا أن – وللأسف الشديد – الخلاف بين أكثر الاتجاهات والجماعات والحركات الإسلامية اليوم خلاف تضاد غير سائغ مذموم، وعلاجه بدعوة هؤلاء إلي التمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله بفهم السلف ومن سار علي دربهم، ونصحهم دائما بالتي هي أحسن، والدعاء لهم بالهداية والثبات عليها والعمل الصالح، وببيان الحق في المسائل المتنازع عليها بكل أدب ولين ورحمة وتواضع وإخلاص وصدق، والعمل علي توحيد الأمة علي كلمة التوحيد بشمولها وكمالها وبفهمها السليم.

-- ولابد أن ننفي أن يكون العلاج بالتوسط بين منهج أهل السنة وبين منهج أهل البدع كالرافضة أو الصوفية أو العلمانية أو الاشتراكية أو القومية أو الديمقراطية أو غيرها، وفي الحقيقة إنما تكون مثل تلك الخطوات من حركات تعمل لحسابها الشخصي لمصلحة دنيوية أو لشبهة دينية، وغالبا ما يكون التقارب من جهة المنتسبين لأهل السنة، لا من غيرهم، فغن غيرهم متمسكون بضلالهم مهما كان، ولا يقدمون تنازلا إلا في أضيق الظروف، بينما علي الجانب الآخر يتنازلون عن البراء من الشرك والكفر والبدع وعن الولاء للقرآن والسنة والصحابة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وما يظهر من بعض أهل الكفر والبدع من مناصحة غيرهم من أهل السنة إنما ذلك كطعم السمكة التي يستدرجها الصياد بها، وما موقف الروافض في أفغانستان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير