[من غريب الرؤى؟]
ـ[ابن فرات]ــــــــ[13 - 01 - 10, 12:53 ص]ـ
جاء في البداية والنهاية ذلك السِفر النفيس، عن الزهري أنه قال: بلغني أن امرأة بقباء رأت رؤيا عجيبة، فأتيتها فسألتها عن ذلك.
فقالت: إن بعلي غاب وترك لنا خادماً وداجناَ (وهو ولد الشاة) ونخيلات، نشرب من لبنها، ونأكل من ثمرها، فبينما أنا بين النائمة واليقظى رأيت كأن ابني الكبير - وكان مشتداً- قد أقبل فأخذ الشفرة فذبح ولد الداجن، وقال: إن هذا يضيق علينا اللبن، ثم نصب القدر وقطعها ووضعها فيه، ثم أخذ الشفرة فذبح بها أخاه!
وأخوه صغير كما قد جاء.
ثم استيقظت مذعورة، فدخل ولدي الكبير فقال: أين اللبن؟
فقلت: يا بني، شربه ولد الداجن.
فقال: إنه قد ضيق علينا اللبن، ثم أخذ الشفرة فذبحه وقطعه في القدر.
فبقيت مشفقة خائفة مما رأيت، فأخذت ولدي الصغير فغيبته في بعض بيوت الجيران، ثم أقبلت إلى المنزل وأنا مشفقة جداً مما رأيت.
فأخذتني عيني فنمت فرأيت في المنام قائلا يقول: مالك مغتمة؟
فقلت: إني رأيت مناماً فأنا أحذر منه.
فقال: يا رؤيا يا رؤيا، فأقبلت امرأة حسناء جميلة، فقال: ما أردت إلى هذه المرأة الصالحة؟
قالت: ما أدرت إلا خيرا.
ثم قال: يا أحلام يا أحلام، فأقبلت امرأة دونها في الحسن والجمال، فقال: ما أردت إلى هذه المرأة الصالحة؟
فقالت: ما أردت إلا خيرا.
ثم قال: يا أضغاث يا أضغاث، فأقبلت امرأة سوداء شنيعة، فقال: ما أردت إلى هذه المرأة الصالحة؟
فقالت: إنها امرأة صالحة فأحببت أن أغمها ساعة!
ثم استيقظت فجاء ابني فوضع الطعام وقال: أين أخي؟
فقلت: درج إلى بيوت الجيران، فذهب وراءه فكأنما هدي إليه، فأقبل به يقبله، ثم جاء فوضعه وجلسنا جميعا فأكلنا من ذلك الطعام.