تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد توالت علينا الآيات والنذر تحذرنا من المعاصي وتليّن منا القلب القاسي لأن المعاصي لها شؤمها وعواقبها في النفس والأهل وفي البر والبحر {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} وإن كسوف الشمس من هذه النذر والآيات فمن يدري ما وراء هذا التخويف من الله لعباده من عقوبات عاجلة أو آجلة عامة أو خاصة فإذا غفلنا عن هذه النذر واستهنا بهذه الآيات ورأينا أنها أمراً طبيعياً لا يهتز له الجنان ولا تذرف له العينان ولا تتحرك له القلوب ولا تفزع منه لعلام الغيوب فلنعلم أن ذنوبنا غطت قلوبنا وأن الران قد استحكم علينا كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُون) < o:p>

الخطبة الثانية< o:p>

إن النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أعلم الناس بربه وأتقى العباد وأخشاهم لله يفزع عند آية الكسوف فما بالنا نحن لا نخشع وما بال البعض منا إلى الدعاء والصلاة لا يفزع ولا يحضر صلاة الكسوف ولا يهرع.< o:p>

إن قيام الساعة يكون بزلزلة الأرض وانتثار الكواكب وخسوف القمر فكان من رحمة الله تعالى وحكمته أن يرسل هذه الآيات ليذكرنا بذلك اليوم العظيم وينبهنا بنهاية الدنيا وبداية القيامة وقربها يقول الله سبحانه وتعالى فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) ويقول جل جلاله إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14).< o:p>

عباد الله< o:p>

توبوا إلى الله واستغفروه فإن الله جل وعلا لا يعجل بالعقوبة بل يمهل ويستعتب ويخوف وينذر رجاء أن يتوب العباد ويتركوا الإنهماك في الموبقات والإسراف في المعاصي والسيئات فلا يغرنا إمهال الله لنا وتأخيره للعقوبة عنا فإن الله يمهل ولا يهمل {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} < o:p>

يقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} < o:p>

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير