تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الى من من غرته الشهوة]

ـ[سعيد العسيري]ــــــــ[07 - 07 - 04, 10:26 م]ـ

ان الحمد لله نحمده ونستعبنه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم .. وبعد ..

أخي في الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اكتب لك هذه الرسالة من صميم القلب، ومن خالص المحبة في الله .. وأقول في البداية: اني احبك في الله، وأسال الله ان يجمعني وإياك في ظله يوم لا ظل الا ظله .. أخي في الله .. كل منا معرض للخطا، وللزلل وليس فينا من معصوم، ولا نبي مرسل!! فنركب الاخطاء وتركبنا، ونصارع الشهوات فاما ان نصرعها، واما ان تصرعنا .. ونجاهد الرغبات فاما ان ننتصر عليها واما ان تكون هي المنتصرة علينا .. وهكذا دواليك .. وفي هذا أخي يميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من الفاجر، والتقي من الشقي!! .. نعم فجميعنا قد ركب الله (عز وجل) فينا الشهوات .. ورغزت في انفسنا الرغبات .. الم تقرا قوله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث) .. لكن لسنا جميعا سواء!! .. منا من أصبح عبدا لشهواته، أينما توجهه توجه، ويريد الحصول على كل ما يرغب فيه ويشتهيه ولو كان (والعياذ بالله) حراما ومنكرا، ولا يجوز.!! فصار همه، وقوته من الدنيا تلبية رغباته وشهواته بغض النظر عن الطريقة، وعن الأضرار، والأخطار، ولا يهتم ان كان ما يفعله حرام لا يجوز غليظ الحرمة يعزر عليه ويعاقب او كان حلالا زلالا!! لا باس عليه لو عمله. عبد هواه، والتذ بدنياه، وغيب الفضائل عنده، و شاقق الله. ومنا من ملك زمامه، وجعل كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) في هذه الدنيا إمامه، فان اشتهى حراما استعاذ بالله، واناب اليه، وبكى، وانتفض، وارتعد وطلب من ربه العون والستر، وان يقيه السيئات وكأنه عندما تراه وهو على هذه الحال قد ارتكب أبشع الجرائم .. وان اشتهى حلالا لم يكثر منه، وكيف يكثر منه وهو يعلم ان الدنيا دار اختبار واعتبار، وان نعيمها زائل، وخيرها نافد .. فهو الزهد اذا والرضى بالقليل (كما قال علي – رضي الله عنه وارضاه -) .. ارءيت يا اخي اختلفت الأعمال، والأخلاق، والصفات رغم ان الشهوات واحدة، والرغبات واحدة، والصنف واحد: بشر .. اخي الحبيب .. بعد هذا العرض الذي قدمته لك .. اسأل ولا انتظر الإجابة منك بل اجب على نفسك:هل انت عبد لشهواتك ورغباتك وهواك .. ؟؟ أي كما قال تعالى: (افرايت من اتخذ الهه هواه .. ) .. ام انك مسيطر على شهواتك، ورغباتك، وهواك .. ؟؟ سؤال قد يكون جوابه عليك سهل .. لانك الاعلم بنفسك .. ولكن وقعه عليك صعب وثقيل بشرط ان كنت من الصنف الأول: (عبيد الشهوات) .. عافاك الله وهداك. ان كنت من الصنف الثاني فما لي معك من كلام سوى ان أقول: اثبت، واصبر، وأكثر من الدعاء، والأعمال الصالحة .. وكلما زللت (على حين غفلة من الإيمان) .. سارع بالتوبة إلى الله، واللجؤ إليه .. وإياك والاستسلام تحت ضغط هوى، او إغراء شهوة. (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70) واما ان كنت من الصنف الأول فاسمع (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) قال (صلى الله عليه وسلم): (من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى) .. .. أخي؛؛ أنت مخلوق من لحم وعظم .. !! إن تعرضت للنار لثواني اسود جسمك، وذاب لحمك وتشوه.فما بالك باللبث في نار السموم؟؟ وأنت ضعيف قاصر لا تستطيع العيش ب (سلام) مع الدنيا الا بعون الله وتوفيقه. فكيف تحصل على العون والتوفيق منه وأنت مقصر، ومعرض؟؟ فخسران في الدنيا، وخسران في الآخرة فيك يجتمعان؟؟ ... أخي .. لقد اودع الله فيك عقلا مفكرا، أفلا تنظر إلى ما انعم الله عليك به من نعم؟؟ .. اوما تنظر إلى السماء كيف رفعها بلاعمد؟ والأرض مدها، وجعل الجبال فيها كالوتد؟ قال تعالى: (والسماء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير