تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأب القدوة (قصيدة نظمتها في والدي الغالي حفظه الله)]

ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 04:22 م]ـ

الأب القدوة

أبدي بذكر اللي منحني السعادة ... جاعل حياتي كلها في تفاريح

سبحانه المنان يعطي عباده ... الخير بيده له قفول ومفاتيح

ثم صلاة مع سلام وزيادة ... على النبي المختار ما هبّت الريح

ومن بعدها حبّي لراعي السيادة ... الوالد المحبوب تاج المفاليح

أحمد الحج حسين بيت الرفادة ... في قربكم يا بوي في القلب ترويح

قضى حياته دوم شغل وعبادة ... وقراءة القرآن مع كثر تسبيح

شيخ الرجال وكم لكم من إجادة ... يا بوي يا سيد الرجال المفاصيح

حياتكم يا بوي صبر و جلادة ... وأيامكم فيها من العز توشيح

يا ما كرمتم والكرم لكم عادة ... ويا ما مشيتم للمعزة بترجيح

يا بوي صرتم للكرامة قلادة ... وصار الفخر من يمكم يسبق الريح

همّك بِهَا الدنيا توصّل إفادة ... للطالب اللي يرتجيها بتصحيح

يمينك السَّحَّاء تعطي الوفادة ... وبيوت للضيفان من دون تصريح

يا عز من ينصاك يطلب وجادة ... يلقى الكرم والجود من غير تجريح

ربيتنا عالجود بعزم وإرادة ... وعلمتنا معنى الكرامة بتنقيح

يا رب تحفظ والدي في عبادة ... وتجعل ختامه في صلاة وتسابيح

ولدكم أبو الحجاج يوسف بن أحمد الحاج حسين آل علاوي

نظمت هذه القصيدة – وهي قصيدة باللهجة البدوية أو كما يقال شعر نبطي -في والدي المكرم وهو مثال للأب القدوة

وسأذكر شيئا من ترجمته:

ولد والدي المكرم في بلدة ماحص من قرى البلقاء – وهي ما بين وادي ووادي شعيب - حسب السجلات الرسمية يوم السبت 1/ 1/1927م وهو موافق 27/ 6/1345هج لشيخ فاق الثمانين.

كان ذكيا جدا يحفظ الكلام والقصائد ومجالس الناس من أول مرة.

وما بين الثامنة العاشرة من عمره تعرض لضربة على حوضه من الجهة اليسرى كسرت الحوض وأفقدته الذاكرة عدة سنوات.

وفي عام 1943 م – 1361هج انتقلت عائلته للعيش في منطقة الشونة – الأغوار الوسطى – وبقي فيها إلى عام 1960 - 1379هج

وفي عام 1951 – 1370هج توفي جدي – رحمه الله – فكان لزاما عليه تولي شؤون البيت بعد أبيه وبعدها بعامين تزوج والدي بأمي –وهي الزوجة الوحيدة -.

ثم انتقل عام 1960 - 1379 إلى عمان منطقة الأشرفية حيث تم بناء مستشفى – وهي مستشفى البشير حاليا – حيث قضى فيه ستة أشهر والنصف الثاني في البيت نائما لشدة مرضه.

ثم في عام 1967 - 1386هج سكن في منطقة حي الدبايبة المعروفة الآن في منطقة الوحدات وهو لا يزال فيها.

وفي عام 1984 - 1404هج تقاعد أبي عن عمله الأخير وجلس في البيت لا يخرج منه إلا لمناسبة أو لصلاة الجمعة.

كان والدي عاميا لا يحسن القراءة ولا الكتابة حتى منّ الله عليه برجل علمه الأحرف ثم ثابر والدي إلى تعلم تركيب الحروف وهو الآن يقرأ ويكتب جيدا.

أخبرني والدي غير مرة أنه ما وضع موسا على وجهه ليحلق لحيته.

وكان والدي - رغم ما به من أمراض – مجدا في عمله يعمل عملا طويلا ليؤمن لنا لقمة العيش الحلال كما كان يذكر دائما.

وأذكر حادثة حدثت معه ملخصها كما أخبرنا بها

"كنت أعمل في سوق البخارية في وسط عمان في محل لبيع الملابس القديمة وإذا بجماعة من بنك الإسكان - الذي أنشئ حديثا - يدخلون ويعرضون عليّ قرضا لبناء بيت على قطعتي التي في حي الدبايبة فقلت لهم لا أريد أن أطعم أولادي ربا.

فقالوا: هذا استثمار وما شاكل ....

وفي مرة جاؤوني بشيخ له عمامة طويلة نوعا ما فقال لي الشيخ يا ولدي هذا ليس ربا وتكلم بكلام طويل يريد إقناعي بالقرض.

فقلت له: يا شيخ أنا أعرف أن الشيخ له عمامة قصيرة وأراك صاحب عمامة طويلة وهذا لا يجعلك تحلل الحرام وطردتهم من المحل".

وكان محبا للعلم وللشيوخ واشترى يوما – مع ضيق حاله – مكتبة من أحدهم كاملة فيها ما يقارب 100 مجلد.

وأيضا كان والدي وما زال شغوفا بالقرآن الكريم لا يترك قراءته أبدا في رمضان وفي غيره وكان في رمضان يترك عمله ليعتكف العشر الأواخر لا يخرج من المسجد إلا بعد صلاة العيد فكان ورده في رمضان قريبا من عشر ختمات وبعد قعوده في البيت صارت له ختمة في كل خمسة أيام أما في رمضان فقد جاوزت الثلاث عشرة ختمة ولا زال أبي رغم مرضه يفعل هذا إلا أن عدد الختمات تقلصت.

وحصلت معه مرة قصة ملخصها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير