" قال كنا في المسجد نقرأ سورة الكهف صباح كل جمعة على الترتيب وفي المسجد شيخ مجاز يعلم الطلبة وكلهم يحسن القراءة وأحكامها جيدا أما أنا فلا أحسن شيئا وكانت قراءتي ضعيفة وكان الشيخ إذا جاء دوري يقرئني نصف صفحة ولا يرد أخطائي فكنت في همّ من ذلك ولا أستطيع الحضور للدرس إلا في هذا الوقت لطبيعة عملي.
قال:وفي يوم رجعت بعد الدرس مغتمّا لما يحصل معي كلهم يحسن القراءة بالأحكام وأنا لا أفعل فغفوت إغفاءة يسيرة وإذا بشيخ كبير السن يقول لي - بعد أن سألني عن سبب غضبي – قال ركز على النون الساكنة والتنوين.
قال والدي: فاستيقظت مسرعا إلى الشيخ - وكان جار لنا - فقلت له ما معنى النون الساكنة والتنوين "
قلت: وقراءة أبي جيدة الآن يطبق غالب الأحكام.
وأما قيامه فلا أذكر أنه فاته قيام الليل مذ وعيت وحتى في أيام المستشفى وقد كنت مرافقا له أكثر من مرة يصلي على حسب طاقته وكذلك لا يترك صلاة الضحى أبدا فضلا عن السنن الرواتب وسنة الوضوء.
أما عن صومه فلم أره مذ وعيت تاركا لصيام الاثنين والخميس وثلاثة أيام وستة شوال وعشرة محرم وعشرة الضحية حتى إنه كان يصوم رجب وشعبان ورمضان على التوالي إلى أن جاءنا الشيخ محمد موسى نصر إماما لمسجد الحي فأخبره أن صيام الأشهر الثلاثة متتابعة ليس من السنة.
حج مرتين واعتمر أكثر من عشر مرات وكان لا يترك صلاة الجمعة في المسجد الأقصى – إلا نادرا – إلى أن سقط في أيدي اليهود.
أما عن حبه للشيوخ فكان معظما للشيخ الألباني مع أنه لم يره وكذا مع جميع مشايخنا وقد طلبت يوما من الشيخ أكرم زيادة في شرح الطحاوية فأصر والدي على أن يكون الدرس في بيته ويقول لي: أريد أن أتعلم.
ولا زال الشيخ محمد موسى نصر يتوسم فيه الصلاح ويقول لي والدك من أولياء الله – نحسبه – فاطلبه أن يدعو لي وكذا الشيخ أكرم زيادة كلما كلمته يقول لي قل لولدك أن يدعو لي.
وهو يحب جميع شيوخنا.
ولم ينخرط ضمن مشايخ صوفية رغم مصاحبته لهم فترة من الزمن إلى أن رأى شيخا من شيوخهم وما يفعل فقال على أميته ليس هذا الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم.
أما حياته الاجتماعية فكثيرا ما كانت له مواقف إصلاح بين الناس استعصت عليهم فيجعل الله على يديه خلاصها.
وهو محبوب بين من يعرفونه بل لا يعرفه أحد إلا يحبه.
وأخيرا لقد شقي والدي كثيرا وتعب كثيرا وكان مجموع العمليات الجراحية التي إجريت له قريبا من 60 عملية جراحية – أسأل الله أن تكون في ميزان حسناته – وهو مع ذلك صابر مثابر.
وقد جاهد – حفظه الله – في تربيتنا جهادا كبيرا أسأل الله أن يأجره على ذلك.
وخلاصة حياته مرض منذ الصغر وترحال في طلب العلاج من ماحص إلى الشونة إلى عمان وله الآن مع المرض أكثر من 75 سنة.
وللعلم فقط
والدي الآن يبلغ من العمر 85 عاما - أطال الله عمره - قضى منها 75 سنة في المرض
أسأل الله له طول العمر وحسن الخاتمة
وما كان هذا الكلام مكافأة لأبي ولكنه شيء أقدمه له
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 06:32 م]ـ
بارك الله في الاب والابن نسال الله العلي القدير ان يجعل الفردوس الاعلى مثواه
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[21 - 01 - 10, 10:12 م]ـ
أعانك الله على بره أخي أبا الحجاج، وأمد الله في عمره على الطاعة
وليتك تطلب منه الدعاء لي
للعلم أخونا أبو الحجاج له نفس في كتابة الشعر الموزون
وقصائده قرأت بعض منها، تأتلف القلوب على دررها ائتلافا، وتصير الآذان لها أصدافا.