تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أرجو مساعدة عاجلة في الرد على هذه القصيدة]

ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[01 - 02 - 10, 10:46 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يوجد قصيدة صوفية أشعر أن فيها شرك وغلو والمصيبة أنها انتشرت بين العوام، حتى غير المتصوفين منهم!! وقد لحنوها ونظموها فسحروا أعين الناس وأسماعهم بهذه الترانيم المسمومة

وأنا أريد أن أحذر منها، وقد تعرضت لذلك بالفعل ... لكن لا أدري ماذا أقول فهي تحتاج إلى تحليل لذا أرجو مساعدة عاجلة، وهنيئًا لك يا فاعل الخير: (

هذه هي والعياذ بالله:

ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[02 - 02 - 10, 03:16 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

،، أقول، وبالله توفيقي، وهو جهد المقل:-

شوق لا يدريه إلا من يسكن فيه، أبديه أو أخفيه، هو ملك رسول الله!!!

أولا: ما نوع هذا الشوق؟، هل الشوق لرؤية الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟!!،

فمن قال برؤيته الآن، وأنه حيٌّ بين ظهرانينا، فهو مبتدع ضال، مكذب للآية الكريمة ((إنك ميت وإنهم ميتون))،،، وإن كان الشوق لزيارة قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: اللهم لا تجعل قبرى وثنا لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد،، رواه أحمد: قال عنه شعيب الأرناؤوط؛ إسناده قوي

،، وإن كان مراده الشوق إلى مدينة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وشد الرحال إلى مسجده، فهو أمر محمود شرعا، ولكن عليه التصريح به لئلا يقع في ما ذكرنا من مخالافات.

أوقفت العمر عليه، بمديحٍ بين يديه

ليس هذا مما تعبدنا الله به عز وجل، ولا أمرنا به - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فوقف العمر في مديحه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ليس من منهج اتباعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقد أمرنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، بألا نغالى في الإطراء عليه ومدحه، فقد أخرج البخاري في صحيحه؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر

: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله)

،،فضلا عن وقف الحياة في هذا الصنيع، وترك العمل بسنته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والإتمار بما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

،، فغاية ما أُمرنا به هو الصلاة عليه صلى الله عليه وسلامه، ولا يوجد نص من آية أو حديث أو إجماع يأمرنا بمديحه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،،، قال الله عز وجل: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} آل عمران31

،، هذا هو المراد بحبه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، هو الاتباع الخالص.

فوضت الأمر إليه، فاختر لي رسول الله!!!

وهاتان مخالفتان عقديتان جسيمتان، فتفويض الأمر يكون لمن بيده الأمر سبحانه وتعالى، قال عز وجل: {وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} هود123

، وقال عز وجل: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} غافر44

،، وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ لاَ أُغْنِى عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ أُغْنِى عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ أُغْنِى عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ أُغْنِى عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ سَلِينِى بِمَا شِئْتِ لاَ أُغْنِى عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا».

،، وكان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، يفوض أمره إلى الله عز وجل، ويدعوه سبحانه بإن يختر له، ويتبرأ من حسن الاختيار، أخرج البخاري في صحيحه؛ عن البراء بن عازب قال

: قال النبي صلى الله عليه و سلم (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به) قال فرددتها على النبي صلى الله عليه و سلم فلما بلغت اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك قال (لا ونبيك الذي أرسلت)

،،، وأخرج الترمذي: عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَمْرًا، قَالَ: اللَّهُمَّ خِرْ لِي، وَاخْتَرْ لِي. (تنبيه: هذا الحديث ضعيف)

،، وفي دعاء الاستخارة: للهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أوقال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.)

،، فهذه كلها نصوص في أن تفويض الأمر لا ينبغى إلا لمن بيده مقاليد الأمور سبحانه وتعالى، وسؤال الإختيار لا يكون إلا بسؤال من يقدر الأقدار ويقضي بين عباده بها سبحانه قاضي الحاجات.

،، وهذا بعض مما رأيته، ولي عودة إن شاء الله تعالى، إن تيسر لي ذلك.

والله أعلى وأعلم، وله سبحانه الأمر من قبل ومن بعد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير