تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[04 - 02 - 10, 07:06 ص]ـ

رد قوى

جزاك الله خيرا

رجاء من المشرفين نقله للمنتدى الشرعى العام

ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[06 - 02 - 10, 05:29 ص]ـ

رد قوى

جزاك الله خيرا

وإياك أخي الحبيب

قلت مستعينا بالله تعالى:

القول في قولهم:- وشكوت إليه ذنوبي فاستغفر لي محبوبي ورجعت بغير عيوب من عند رسول الله!!!!

فهذا البيت تضمن الآتِ:-

* الوقوف على قبر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والشكوى إليه من الذنوب

* جزمهم باستغفار الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لهم وهو في قبره

* جزمهم انهم رجعوا بعد زيارتهم للقبر الشريف كيوم ولدتهم أمهاتهم

،،، أما الأولى والثانية، فأحسب القوم يتمسكون في تأويل ضعيف لقول المولى عز وجل في سورة النساء: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظلموا أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فاستغفروا الله واستغفر لَهُمُ الرسول لَوَجَدُواْ الله تَوَّاباً رَّحِيماً}

،، ويقولون أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يستغفر لنا في حياته وبعد مماته بدلالة هذه الآية الكريمة، ويتمسكون بدلالة أثر منكر حول أحد الأعراب، أتى إلى قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يطلب منه أن يستغفر له، فرأى آخر له في المنام أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يبشره بأنه قد غُفر له

قلت: وهذا العمل لا يصح شرعا، والاستدلال عليه فاسد وباطل من وجوه عديدة، وهاكم قول العلماء فيها:

أ - قال ابن كثير:" يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن ياتوا إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيستغفروا الله عنده ويسألوه أن يستغفر لهم فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم "اهـ

ب - قال الشوكاني: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم} بترك طاعتك والتحاكم إلى غيرك {جاءوك} متوسلين إليك متنصلين من جناياتهم ومخالفتهم {فاستغفروا الله} لذنوبهم وتضرعوا إليك حتى قمت شفيعا لهم واستغفرت لهم ولهذا قال {لوجدوا الله توابا رحيما} "اهـ

ج - قال الرازي:" يعني لو أنهم عندما ظلموا أنفسهم بالتحاكم إلى الطاغوت والفرار من التحاكم إلى الرسول جاءوا الرسول فأظهروا الندم على ما فعلوه وتابوا عنه واستغفروا منه {واستغفر لهم الرسول} بأن يسأل الله أن يغفر لهم عند توبتهم {لوجدوا الله توابا رحيما} "اهـ

د - قال أبو السعود: " جاءوك من غير تأخير كما يفصح عنه تقديم الظرف متوسلين بك في التنصل عن جناياتهم القديمة والحادثة ولم يزدادوا جناية على جناية بالقصد إلى سترها بالإعتذار الباطل والأيمان الفاجرة {فاستغفروا الله} بالتوبة والإخلاص وبالغوا في التضرع إليك حتى انتصبت شفيعا لهم إلى الله تعالى واستغفرت لهم " اهـ

فتلخيص ما سبق أنه يرد على استدلالهم بهذه الآية من عشرة أوجه:

1 - الآية خطاب لقوم معينين وليس فيها لفظ عموم حتى نقول العبرة بعموم اللفظ وإنما فيها ضمائر والضمائر لا عموم لها.

2 - أما المجيء إلى القبر لا يتناوله المجيء إلى الشخص لا شرعا ولا لغة ولا عرفا فالمجيء إليه إنما يكون في حياته فقط.

3 - أن الاستغفار عمل وفي الحديث ((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلى من ثلاثة: صدقة جارية أوعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له))، ولم يستثن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، نفسه من الحدي، وإلا لو علم الصحابة والتابعين ذلك، ما تركوه ولوجدت الناس من سائر الأعصار والأمصار لا يبرحون القبر الشريف يوضجون بالمدينة رغبة في الاستغفار، ولتناولته كتب العلماء على مدار العصور، ولعُلم ذلك بالضرورة، ولأمن الناس ارتكاب المعاصي والذنوب، وتخاذلوا عن فعل الخيرات، وتأدية الطاعات والعبادات، إذ أنهم قد ضمنوا غفران الذنوب بالإتيان إلى القبر الشريف، والوقوف عليه، وسؤاله المغفرة!!!.

4 - لو استقام استدلالهم بهذه الآية لكان قوله تعالى {ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم} [الحجرات 5] أولى، فما كان ردهم على هذه الآية فهو ردنا على الاستدلال بتلك.

5 - ثم المتوسل به بعد موته - صلى الله عليه وسلم - لا بد أن يناديه من وراء الحجرة والله يقول {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} [الحجرات 4].

6 - لو جاز الاستدلال بهذه الآية بعد موته - صلى الله عليه وسلم - لجاز الاستدلال على بيعته بعد موته لقوله تعالى {يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا} الآية [الممتحنة 10].

7 - هذا الأمر لم يفعله أحد من السلف الصالح ولا من تبعهم بإحسان من أئمة الإسلام وهداة الأنام بل أجمعوا على تركه.

8 - لو سلمنا جدلا أنه - صلى الله عليه وسلم - يسمع الشخص الآن فيستغفر له لكان هذا من التوسل بدعاء عباد الله الصالحين.

9 - لو كان - صلى الله عليه وسلم - يسمع ويتكلم ما سكت عن الصحابة في الفتن العظيمة ولما ترك الدعوة والجهاد في سبيل الله.

10 - الآية تعني المنافقين الذين امتنعوا عن حكم الله ورسوله فلا بد لهم من استغفار الله واستغفار الرسول الذي تحدوه بامتناعهم عن حكمه كما دل على ذلك سياق الآيات {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ... } الآيات [النساء 61 - 63].

** من كتاب بلوغ الأماني للعلوي الشنقيطي بتصرف زائد

،، والله أعلى وأعلم

يُتبع إن شاء الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير