تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[06 - 02 - 10, 05:53 ص]ـ

،، وتتمة للرد السابق، استشهدُ بتفسير الشيخ الشعراوي - رحمه الله وعفا عنه لهذه الآية، وهو الذي كان ينزع إلى الصوفية، أنظروا بماذا فسر الآية الكريمة السابقة:

قال الشيخ - رحمه الله

وانظروا إلى الثلاثة: الأولى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظلموا أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ}، هذه واحدة، {فاستغفروا الله} هذه هي الثانية، {واستغفر لَهُمُ الرسول} هذه هي الثالثة، هذه ممحصات الذنوب، والذي يدخلك في حظيرة الإيمان ثلاثة أيضاً: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حتى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} هذه هي الأولى، {ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ في أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ} هذه هي الثانية، و {وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} هذه هي الثالثة. إذن فالقولان في رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخول حظيرة إيمان، وخروج من غلّ ذنب.

وهنا وقفة لا أبالغ إذا قلت: إنها شغلتني أكثر من عشر سنين،

هذه الوقفة حول قول الله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظلموا أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فاستغفروا الله واستغفر لَهُمُ الرسول لَوَجَدُواْ الله تَوَّاباً رَّحِيماً}

ذلك يا رب تمحيص من عاصر رسولك صلى الله عليه وسلم، فما بال الذين لم يعاصروه؟

فأين الممحص الذي يقابل هذا لمن لم يعاصر حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، والرسول إنما جاء للناس جميعاً، فكيف يوجد ممحص لقوم عاصروا رسول الله ثم يحرم من جاءوا بعد رسول الله من هذا التمحيص؟

هذه مسألة ظلت في ذهني ولا أجد لها جواباً، إلا أني قلت: لقد ثبت عندي وعند بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مطمئنا المؤمنين في كافة العصور:

(حياتي خير لكم تُحْدِثون ويُحْدَثُ لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم تُعْرض عليَّ أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت شرا استغفرتُ لكم).

،، فالشاهد مع أن الشيخ - رحمه الله تعالى، كان يميل إلى التصوف، لم يفسر هذه الآية الكريمة بما فسر به غلاة الصوفية بمشروعية المجئ إلى القبر الشريف، ومنادة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليستغفر لهم،

ولكن الشيخ، أثبت أن الحكم في الآية الكريمة، خاص بحياته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وبعد مماته يكون حكم آخر، مع عدم موافقته في الاستدلال بالأثر الوارد، لضعفه، ولكنه - رحمه الله، أنصف من نفسه وكان حجة على المتصوفة هداهم الله تعالى

،، والله أعلى وأعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير