[حرب عربية؟ إيرانية على موسوعة "ويكيبديا"]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 10:38 ص]ـ
[حرب عربية؟ إيرانية على موسوعة "ويكيبديا"]
فتحي مجدي
لجينيات
تشهد الشبكة العنكبوتية، "حربًا معلوماتية" بين العرب والإيرانيين يدور رحاها على موسوعة "ويكيبديا" الشهيرة منذ شهور، حول أصول وجذور العلماء المسلمين الذين تركوا بصمات واضحة في مجالات العلوم الشرعية والاجتماعية والطبيعية، بعد اكتشاف وجود معلومات مغلوطة تنفي الهوية العربية عن هؤلاء العلماء الأفذاذ.
البداية كانت عندما تفاجئ معنيون بالتاريخ العربي والعراقي بوجود أخطاء تاريخية في النسخة الإنجليزية من الموسوعة الحرة، تتعلق بنسب وأصل كثير من العلماء العرب، من خلال الإشارة إليهم على أنهم من أصول فارسية، وهو ما رأوا فيه محاولة للسطو على التاريخ العربي.
وتأكد ذلك بعد مبادرة المدونين العرب بتصحيح المعلومات الخاطئة في السير الذاتية للعلماء المشاهير، إلا أنه سرعان ما كان يتم شطبها في غضون أربعة وعشرين ساعة من قبل مجموعة محرري وأوصياء "ويكيبديا".
فجميع العلماء ذوي الأصول العربية المُثبتة يتم ذكرهم على أنهم إيرانيون، ومن أبرز هؤلاء الذي ورد في سيرهم الذاتية على أنهم من الفرس رغم أصولهم العربية، الإمام الحسن البصري، الذي ورد في الموسوعة على أنه فارسي مع أنه كان عربيًا مولودًا في البصرة جنوبي العراق ( http://en.wikipedia.org/wiki/Hasan_al-Basri (http://en.wikipedia.org/wiki/Hasan_al-Basri)).
وأيضًا عالم الرياضيات والبصريات الشهير الحسن بن الهيثم، الذي دونته الموسوعة على أنه فارسي رغم الإجماع على أصله العربي ( http://en.wikipedia.org/wiki/Ibn_al-Haytham)، (http://en.wikipedia.org/wiki/Ibn_al-Haytham)،) والشاعر والأديب والفقيه الصوفي جلال الدين الرومي الذي ولد في بلخ بأفغناستان، وكان أبوه عربيًا، ومع ذلك تم تسجيله على الموسوعة كفارسي ( http://en.wikipedia.org/wiki/Jalal_a..._Muhammad_Rumi (http://en.wikipedia.org/wiki/Jalal_a..._Muhammad_Rumi)).
حتى عند الإشارة إلى الهوية العربية لعالم ما يتم التشديد على مذهبه الشيعي، مثل جابر بن حيان؛ العالم العربي الذي كان أول من اشتغل بالكيمياء القديمة ونبغ فيها، وهو مولود في جنوبي العراق، والذي تذكر موسوعة "ويكيبديا" أنه شيعي، رغم أنها لم تستخدم التصنيف المذهبي في تدوين شخصيات الأديان الأخرى، ( http://en.wikipedia.org/wiki/Geber (http://en.wikipedia.org/wiki/Geber)).
أما العلماء ذوي الأصول غير المعروفة أو من أصول هندية أو تركية مثلاً، فتشير إليهم الموسوعة على أنهم إيرانيون، مثل عالم الطب والفلسفة الشهير "ابن سينا"، فرغم أنه مولود ببخاره في أوزبكستان وكل أعماله بالعربية، إلا أنه مع ذلك يتم الإصرار على أن أصله فارسي.
وتكرر ذلك مع العالم والفيلسوف "الفارابي"، فرغم أنه مولود بأفغانستان، إلا أن "ويكيبديا" تدونه بأنه كان يعمل في بلاط الإمبراطورية الفارسية وتنعته بالفارسي على الرغم من أنه لم يكن هناك إمبراطورية فارسية في ذلك الوقت (: http://en.wikipedia.org/wiki/Al-Farabi (http://en.wikipedia.org/wiki/Al-Farabi)).
بينما دونت الموسوعة "الإمام الرازي" المعروف ب "أبو الطب العربي" على أن أصله فارسي بناءً على ولادته في مدينة راي بإيران http://en.wikipedia.org/wiki/Muhamma...ABya_R%C4%81zi (http://en.wikipedia.org/wiki/Muhamma...ABya_R%C4%81zi)).
أما من كان من أصول فارسية، فيتم ذكره كإيراني أو فارسي وليس كمسلم، بينما العلماء العرب وذوي العرقيات الأخرى يتم ذكرهم فقط كمسلمين دون الإشارة إلى قوميتهم، كما لا يتم الإشارة إلى هوية الإيرانيين السُّنة، علمًا بأن أغلبية الشعب الإيراني كان مذهب سنيًا إلى أن احتل الأتراك الصفويون إيران في القرن السادس عشر وقاموا بذبح السنة وأرغموا الإيرانيين على التشيع.
وأكد المهندس عمرو الأبيض، وهو أحد أعضاء المجموعة، أنهم قاموا بتصحيح الأخطاء المشار إليها أربع مرات، وذلك بإزالة كلمة الإمبراطورية الفارسية والمذهب، سواء كان سنيا أو شيعيا وذكر الأصل العربي لوالد الرومي، لكن مع ذلك تدخل منقحو "ويكيبديا" في كل هذه المرات وأرجعوا تدوين المذهب مرة أخرى.
واتهم "ويكيبديا" بالتحيز والتغاضي عن إجراءات فض النزاعات الموجودة على موقعها عن طريق اللجوء للمجالس التي يتم فيها الجدال والنزاعات، وقيامها بحذف حسابات الأعضاء الذين تصدوا لتلك التعديلات المغلوطة.
وإلى جانب ما سبق، أشار الأبيض إلى أن المجموعة العربية لاحظت من خلال مراقبة موسوعة "ويكيبديا" قطع الصلة بين التاريخ العربي القديم واللاحق للفتح الإسلامي بمحاولة دمج حضارة ما بين النهرين بالفارسية، بالرغم من أن الثقافة والحضارة الفارسية هي تقليد للحضارة الأم السامية العربية البابلية القديمة.
كما لاحظت أيضًا التقليل من شأن العرب وإبداعاتهم لصالح العناصر الفارسية الآرية والهندية، والتشكيك في الهوية العربية للبلاد العربية، ومحاولة تقديم الأعذار للعدوان الغربي على الشرق العربي بالعراق وفلسطين.
الجمعة 27, مارس 2009
المصدر: http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&*******id=9098