[مريم بنت أبي يعقوب الإشبيلية]
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[12 - 02 - 10, 01:27 ص]ـ
مريم بنت أبي يعقوب الأنصاري
د. سهى بعيون
1/ 1/ 2008
إنّها مريم بنت أبي يعقوب الأنصاري من الشاعرات الإشبيليات في القرن الخامس. أصلها من شِلْب ( Silves) وشهرتها وإقامتها بإشبيلية. كانت أديبة شاعرة جزلة مشهورة. كانت تعلّم النساء وتعطيهنّ دروساً في الأدب مع الالتزام بالصون والعفاف. ولقد عمرت مريم طويلاً فيما يروي مؤرخو الأدب، وبلغت سبعاً وسبعين سنة فيما تروي عن نفسها، وتوفيت بعد 400ه/1010م.
وكانت امرأة ذات ثقافة عالية، درست البلاغة والشعر والأدب. وقد احتلت منزلة مرموقة عند أجلاء البلد.
وكانت مريم محتشمة متديّنة على خلاف ما نتوقع من شاعرة عاشت في مدينة الخلاعة، ولكن لعل السبب في نجوتِها من الخلاعة أنّها في الأصل من مدينة شلب في غرب الأندلس، وإذن فهي غريبة عن إشبيلية وإن سكنتها، وتثبت الروايات أنّها كانت تمدح عبيد الله بن محمد المهدي الأموي وكان يجيزها من ماله ويساجلها شعراً وتساجله، وكان من مساجلاته معها يبدي لنا الكثير من الاحترام والإجلال ويشبهها بمريم العذراء في روعها وبالخنساء في شعرها.
ويبدو أنّها كانت أرسلت في إحدى المرات قصيدة تمدح المهدي فبعث إليها بردّه: عدداً من الدنانير وعدداً آخر من أبيات الشعر قال منها:
وذكرها الحميدي، وأنشد لها جوابها لما بعث المهدي إليها بدنانير، وكتب إليها:
ما لي بشُكرِ الذي أوليْتِ من قِبَلِ ... لو أنني حُزْتُ نُطْقَ اللُّسْنِ في الخَبَلِ
يا فَرْدَةَ الظَّرْفِ في هذا الزّمانِ ويا ... وحيدةَ العصْرِ في الإخلاصِ و العملِ
أشْبَهْتِ مريماً العذراءَ في وَرَعٍ ... وفُقْتِ خنساءَ في الأشعارِ والمثَلِ
وشعر المهدي يدل على تلطف وأريحية إزاء شاعرة أديبة حسنة السيرة وإن كان يدل أيضاً عل تواضع شاعريته. وأما مريم فإنّها تنشئ قصيدة لكي تمدح الأمير الذي بعث إليها من ماله وخلع عليها من أدبه قائلة:
مَنْ ذا يجاريكَ في قولٍ وفي عملِ ... وقَدْ بَدَرْتَ إلى فضْلٍ ولم تُسَلِ
ما لي بشكرِ الذي نَظَّمْتَ في عُنُقي ... منَ اللآلي وما أوْلَيْتَ من قِبَلِ
حَلَّيتني بِحُلًى أصبحتُ زاهيةً ... بِها على كلِّ أُنثًى مِنْ حُلىً عُطُلِ
لله أخلاقُكَ الغُرُّ التي سُقِيَتْ ... ماء الفراتِ فَرَقَّتْ رقَّةَ الغَزَلِ
أشبهْتَ مروان مَنْ غارت بدائعُهُ ... وأنْجَدَتْ وغَدَتْ من أحْسن المثلِ
من كان والدُهُ العَضْبَ المهنَّدَ لم ... يَلِدْ من النَّسلِ غير البيضِ والأسَلِ
ومن شعرها حين كبرت:
وما تَرْتَجي مِنْ بِنْتِ سبعين حِجَّةً ... وسبع كنسْجِ العَنْكبوتِ المهلْهل
تدِبُّ دبيبَ الطِّفْل تَسْعى إلى العصا ... وتمشي بِها مَشْيَ الأسير المُكَبَّلِ
شكت مريم زمانها، والشكوى الصادقة لون من ألوان غناء النفس. فلقد بلغت الذروة في التعبير عن آلام الشيخوخة وهمومها تعبيراً لم يستطع كثير من الشعراء الرجال المعمّرين أن يصلوا إلى مقامه دقة تصوير وبراعة تعبير.
لقد أثبتت المرأة الأندلسية القدرة على قول الشعر من خلال النتف الشعرية التي ذكرها المؤرخون في مصادرهم، وبرهنت على أنّها تمتلك موهبة لا تقلّ عن موهبة الرجل من حيث القدرة على العطاء؛ فكان نتاجها الشعري قيّماً، يعبّر عن ثقافتها وفهمها ووعيها.
ـ[جمال بن عمار الأحمر]ــــــــ[12 - 02 - 10, 11:09 ص]ـ
جازاك الله خيرا أخي المازري ...
بعد إذنك،،، وأعلم مسبقا كرمك؛ قمت بإعادة نشر هذه المقالة النافعة فى الرابط:
http://andalus.dbzworld.org/montada-f49/topic-t416.htm#521
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[13 - 02 - 10, 07:30 م]ـ
بارك الله فيكم اخي الكريم
انما يطلب الاذن من الدكتورة سهى اما انا فانقل لا غير
على كل حال انقل ما شئت من مواضيعي شرط ذكر المصدر فقط وليس الا لشيء واحد هو عدم التصرف في النص خوف تخريفه او اخراجه عن مقصده الى مقصد دني
بورك فيكم اخي واشكر لكم حسن ادبكم وطيبتكم