****** http-*****="*******-Type" *******="text/html; charset=utf-8">****** name="ProgId" *******="Word.Document">****** name="Generator" *******="Microsoft Word 11">****** name="Originator" *******="Microsoft Word 11"> المقامة النجدية الثالثة< o:p>
مصرع حفيد الإمام!! < o:p>
حدثني أبو همام الجزائري في اليوم الثالث فقال: < o:p>
بعد الرحلة الماضية، عدنا بقلوب راضية، عن تلك العلوم الراقية ... فوصلنا عبر الفتحة إلى الدار، و إذا برقاص الساعة ما تحرك و ما دار ... < o:p>
فعلمت أن الزمن اختصر اختصارا، و صارت الثانية قرونا و أعصارا، حتى لقد قطعنا خلالها بحارا و أقطارا ... < o:p>
فاستلقيت لأنام و أرتاح، أنتظر قدوم الصباح، و غاب الواعظ عن الأنظار، و توارى بين الحُجُب و الأستار ... < o:p>
فنمت و ماأفقت إلا على أذان الفجر، ينادي هلموا للفلاح و الأجر، فأسبغت الوضوء، راجيا ذهاب الذنب و السوء، و خرجت للصلاة، أبتغي وثيق الصِلات، ثم انصرفت لحالي، أقضي حوائجي و أشغالي، حتى أدبر النهار، و أقبل الليل يحمل الأسرار ... < o:p>
فأمضيت وقت المساء، بين العَشاء و العِشاء، و قفلت راجعا إلى البيت، منشدا هذا البيت: < o:p>
و اعلم أن العلم ليس يناله من كان همه في مطعم و ملبس< o:p>
فسلمت على أهل المنزل، قبل أن ألج الباب و أنزل، و تفقدت الأحوال، فألفيتهم في أحسن حال، فالحمد لله على الكمال.< o:p>
دخلت الغرفة، و أغلقت باب الشرفة، و أخذت الكتاب من جديد، أبتغي الفهم السديد، و إذا بي أشعر بالكسل، و الخمول و الملل، و فكرت في الانقطاع، و ظننت أن هذا العلم لا يستطاع، فلم القراءة و الاطلاع!! < o:p>
فجاء الواعظ و سلم، و قال: مالك لا تتكلم؟ < o:p>
قلت: لا أعلم، لماذا أقرأ كل هذا الوقت و أتعلم، أما يكفيني ما كنت أفهم؟ < o:p>
قال: أما فهمت درس الأمس، لقد كان واضحا كالشمس!! < o:p>
قلت: أريد رحلة أخرى، أعتبر فيها و أرى ... < o:p>
قال: سأطوف بك المدن و القرى، لترى أمثالا في الورى، فما رأيك يا ترى!! < o:p>
قلت: إلى أين نرحل، و ما اسم المكان و المحل؟ < o:p>
قال: لا تسبق الأمور، فنعم الطالب القوي الصبور ... < o:p>
فما شعرت حتى انفرجت فتحة بين الجدران، و انطلقنا معا نقطع الزمان والمكان، فخرجنا إلى أرض في جزيرة العرب، و كأن بها أثر من آثار الحرب!! < o:p>