تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فجاء الواعظ و سلم، و قال: مالك لا تتكلم؟ < o:p>

قلت: لا أعلم، لماذا أقرأ كل هذا الوقت و أتعلم، أما يكفيني ما كنت أفهم؟ < o:p>

قال: أما فهمت درس الأمس، لقد كان واضحا كالشمس!! < o:p>

قلت: أريد رحلة أخرى، أعتبر فيها و أرى ... < o:p>

قال: سأطوف بك المدن و القرى، لترى أمثالا في الورى، فما رأيك يا ترى!! < o:p>

قلت: إلى أين نرحل، و ما اسم المكان و المحل؟ < o:p>

قال: لا تسبق الأمور، فنعم الطالب القوي الصبور ... < o:p>

فما شعرت حتى انفرجت فتحة بين الجدران، و انطلقنا معا نقطع الزمان والمكان، فخرجنا إلى أرض في جزيرة العرب، و كأن بها أثر من آثار الحرب!! < o:p>

فقلت: في أي أرض نحن؟ و هل هذا عصر البلاء و المحن؟ < o:p>

قال: قد أصبت يا أخية، نحن في أرض الدرعية، في القرن الثالث عشر هجرية، زمن حفيد< sup> (1) إمام الدعوة المرضية، نحن في زمن الشدة و الضيق، و الحصار و التضييق، على أهل التوحيد و التحقيق!! < o:p>

قلت: يا للهول! أذهبت عنهم القوة و الطول! فمن ذاك الظالم المطاع في القول؟! < o:p>

قال: واحد< sup>(2) من حكام آل عثمان، يحكم مصر زينة البلدان، في زمن الذل و الهوان، بين احتلال الفرنجة و البريطان، و بعد التحريض و البهتان، على أهل التوحيد و الإيمان، بأنهم دعاة خروج على السلطان، و دينهم يخالف دين آل عثمان، خرج الرجل بجيش عرمرم، قاصدا أرض الحرم، ليفتك بأهل الدعوة و العلم، فما أفظع الظلم، و ما أعظم الألم ... < o:p>

وقع الحفيد في الأسر، و أُظهِر بين يديه المعازفُ بالقوة و القسر، فقال مقولته عظيمة القدر: "هذا بذنوبنا معشر البشر" ... < o:p>

و أُخرِج العالِم إلى المقبرة، بعد أن كان يجاهد في المحبرة ... < o:p>

و قتل هناك الحفيد الأغر، رميا برصاص الغدر .... < o:p>

فانهزم الجيش الجبان و اندحر!! ... < o:p>

وفاز الشيخ و انتصر، بتوحيد الله المقتدر!! ... < o:p>

، فبه الحق ظهر و ما اندثر ... < o:p>

فهذا كتابه التيسير انتشر و اشتهر .... < o:p>

و كل كتاب عالة عليه لمن دقق العلم و النظر .... < o:p>

فرحمه الله في جنات و نهر ... و جمعنا به في نعيمه المنتظر ... < o:p>

فرجعنا إلى فتحة الزمان، و قلوبنا ملئ بالأحزان، على موت عالم التوحيد و الإيمان .. < o:p>

فلما رجعنا إلى البيت، حسبت أنني من الدرس انتهيت ... < o:p>

فقال لي الواعظ: أعلمت الحكمةَ من الرحلة؟ < o:p>

قلت: ما فهمتُ سفرنا الليلة؟ < o:p>

قال: لتعلم تضحية الأجداد، في سبيل توحيد رب العباد ... < o:p>

فيعظم في قلبك و يزداد، فضل التوحيد وترك الأنداد ... < o:p>

و تشتاق نفسك إلى الازدياد، و تعلو همتك في الاجتهاد ....................... يتبع < o:p>

أبو همام عبد الحميد الجزائري< o:p>

سلسلة المقامات النجدية ـ 3ـ< o:p>

الجزائر العاصمة< o:p>

ـــــــــــــــــــــ< o:p>

(1) هو الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله،حفيد المصنف، كان عالما فاضلا بارعا في الحديث و التفسير و الفقه، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، صادق الاتصال بالله، قتل رحمه الله في آخر سنة 1233هـ.فتح المجيد ص 9.مع هامش الفقي و الشيخ ابن باز رحمهما الله / دار ابن حزم.< o:p>

و هو صاحب الشرح المعتمد: تيسيرالعزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد. < o:p>

(2) هو إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا،وشى إليه بعض المنافقين بالشيخ الحفيد، فدخل الدرعية و استولى عليها، وأحضره، و أظهر بين يديه آلات اللهو و المنكر، إغاظة للشيخ، ثم أخرجه إلى المقبرة، و أمر العساكر أن يرموه بالرصاص جميعا، فمزقوا جسمه رحمه الله و رضي عنه. اهـ المصدر السابق مع بعض التصرف.< o:p>

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[25 - 02 - 10, 07:41 ص]ـ

المقامة النجدية الرابعة< o:p>

فضل التوحيد و ما يكفر من ذنوب العبيد< o:p>

حدثني أبو همام الجزائري في اليوم الرابع فقال:< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير