فتحت الصفحة في باب فضل التوحيد، و ما يكفر من ذنوب العبيد، فقلت: أيصل فضل التوحيد، إلى تكفير الذنب القديم و الجديد؟ < o:p>
فباغتني الواعظ قائلا: كأنك تستعظم الأمر، أن يكفر التوحيد ذنوب العمر!! < o:p>
قلت: هل لك يا صاح، أن تشرح الباب بشيء من الإفصاح؟ < o:p>
قال: قسم الإمام الكتاب إلى أبواب، تزيد على الستين بأكثر من باب ... < o:p>
والباب ما كان إلى الشيء مدخلا، جامعا لمسائل ما ترجم أولا ... < o:p>
سماه المصنف فضل التوحيد، و ما يكفر من ذنوب العبيد، و المفرد في قوله" فضل" يعم، إذا أضيف إلى غيره يا عم!! < o:p>
و" ما" فيها احتمال، لكثير من الأقوال، فبعضهم قال هي موصولة، معناها و الذي يكفره من الذنوب المعمولة،و القصد بذلك بعض الذنوب، يغفرها الله علام الغيوب. و قال آخرون هي مصدرية، معناها و تكفيره لذنوب البشرية، و الثاني الأولى و الأصح، لأن فضل التوحيد عام فاصدع به و انصح.< o:p>
قلت: بارك الله فيك على شرح الترجمة، نعوذ بالله من قلة العلم و كثرة العجمة!! < o:p>
قال: أتريد فهم آية الأنعام؟ و مناسبتها لترجمة الامام؟ < o:p>
( الذين ءامنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الأمن و هم مهتدون) < o:p>
قلت: بلى بلى! قد صار حديثك أعجب و أحلى!! < o:p>
قال: اللبس هو الخلط و مايغطي الأشياء، وليس ما يغطي الايمان كالشرك و اتخاذ الشركاء ... < o:p>
و دواوين الظلم يوم القيامة ثلاث:< sup>(1)
ديوان لايغفره الله< o:p>
و ديوان لا يتركه الله< o:p>
و ديوان لا يعبؤ به الله< o:p>
فأما الأول فالشرك في حق المعبود، و هو في الآية الظلم المقصود< o:p>
قلت: أيها الواعظ، كأن الظلم و الشرك مشتركان في المعنى ألا تلاحظ؟ < o:p>
قال: زادك الله في الفهم، و أراحك من الغم والهم … < o:p>
فالظلم وضع الشيء في غير موضعه، فاحفظ هذا الحد و عِه< o:p>
و الشرك وضع العبادة في غير موضعها، فهو أظلم الظلم في حق واضعها!! < o:p>
قلت: قد عرفتُ الظلم بيتَ الداء، فماذا عن الأمن و الاهتداء؟ < o:p>
قال: الأمن و الاهتداء ثمرة التوحيد، مااجتنب التشريك و التنديد< o:p>
وأقسام الناس من حيث الأمنُ و الاهتداء، ثلاثة من الابتداء الى الانتهاء:< o:p>
أولا أهل الأمن و الاهتداء التام لمن كمل توحيدهم على التمام!! < o:p>
و الثاني أهل ايمان ومعاصي و ذنوب،فلهم من الأمن و الاهتداء بقدر توحيد علام الغيوب …< o:p>
و الثالث لا أمن و لا اهتداء، كيف و قد ناصبوا الرب العداء!!، و اتخذوا له الأنداد و الشركاء!! < o:p>
قلت: فما مناسبة الآية للترجمه؟، أجبني لأحفظ ذلك و أفهمه ... < o:p>
قال: أن من فضائل التوحيد، ثبوت الأمن و الاهتداء للعبيد ... < o:p>
قلت: ماذا عن حديث عُبادة،و هل فيه زيادة و إفادة، عن فضل توحيد العبادة؟؟ < o:p>
قال: و أما حديث عبادة بن الصامت، فاسمع الحديث بقلب الخاشع القانت:< o:p>
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: < o:p>
( من شهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله، و أن عيسى عبد الله و رسوله و كلمته ألقاها الى مريم و روح منه، و الجنة حق، و النار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) أخرجاه< o:p>
تفضل الآن بالسؤال، لأزيل عنك الاشكال، باذن ربنا المتعال .... < o:p>
قلت: ما معنى الشهادة للمعبود والشهادة للنبي المحمود؟ و هل لها شروط و قيود، ليحصل المقصود، و تتحقق الوعود؟؟ < o:p>
قال: الشهادة للمعبود لفظ و معنى، و إلا فما وحدنا و ما أطعنا ... < o:p>
و المعنى لا معبودَ بحق إلا الله، فكن ذلك العبدَ الموحدَ الأواه .... < o:p>
و تفسيرها من نظم سلم الوصول، في توحيد الله و اتباع الرسول:< o:p>
من قالها معتقدا معناها ... و كان عاملا بمقتضاها< o:p>
في القول و الفعل و مات مؤمنا ... يبعث يوم الحشر ناج آمنا< o:p>
فان معناها الذي عليه ... دلت يقينا و هدت إليه< sup>
أن ليس بالحق إله يعبد ... إلا الإله الواحد المنفرد< o:p>
¥