بالخلق و الرزق و بالتدبير ... جل عن الشريك و النظير< o:p>
و شروطها قسمان، يتحقق بهما الإيمان ..... < o:p>
أما الشروط الأولى فإجمالية، علم و عمل و صدق النية< sup>(2).....
و أما الشروط الأخرى فتفصيلية، سأخبرك عنها بأبيات شعرية، من منظومة الحكمي العلمية، عليه رحمة رب البرية:< sup>(3)
و بشروط سبعة قد قيدت ... و في نصوص الوحي حقا وردت< o:p>
فانه لم ينتفع قائلها ... بالنطق الا حيث يستكملها< o:p>
العلم و اليقين و القبول ... و الانقياد فادر ما أقول< o:p>
و الصدق و الاخلاص و المحبه ... وفقك الله لما أحبه< o:p>
أما الشهادة الثانية فللنبي المحمود، بأنه عبد و رسول من المعبود، < o:p>
و معنى الشهادة للنبي بالرسالة ..... طاعته كما قال تعالى< o:p>
( و ما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله) < o:p>
و من شهد للنبيين بهذين، أمن من غلو و جفاء الطائفتين .... < o:p>
قلت: ما تقصد بالغلو و الجفاء، وضح الأمر بجلاء و صفاء؟؟ < o:p>
قال: الذي يؤمن أن الرسول عبد، يأمن من غلو النصارى باتخاذهم الند .... < o:p>
و الذي يؤمن أن الرسول رسول، يأمن من جفاء اليهود مع ابن مريم البتول، بقولهم فيه أسوأ القول ... < o:p>
قلت: ولكن ما معنى عيسى كلمة الله، وأنه روح من الاله؟!! < o:p>
قال: ليس عيسى عينَ كلمةِ الرحمن< sup>(4) ، و لكنه بالكلمة كان .... < o:p>
و عيسى روح من الله مرزوقة، أي روح من الأرواح المخلوقة .... < o:p>
و الجنة حق، و النار حق، و هذا فيه ايمان بالجزاء و الثواب المستحَق، و العقاب لمن عصى و أبق و عق .... < o:p>
قلت: و ماذا عن حديث عتبان، فهل فيه مثل ما في حديث عبادة من البيان؟؟ < o:p>
قال: و أما حديث عتبان بن مالك، عليه رضوان المالك، فيقول فيه الرسول الأكرم، صلى الله عليه و سلم:< o:p>
( فان الله حرم على النار من قال لا اله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) < o:p>
دل على أن من ثمار التوحيد، تحريم دخول النار على العبيد< o:p>
قلت: و ماذا عن حديث أبي سعيد؟ وهل فيه فضل جديد؟ < o:p>
قال: و أما حديث أبي سعيد الخدري، عن الرسول النبي، عليه صلاة و سلام ربي:< o:p>
( قال موسى: يارب علمني شيئا أذكرك و أدعوك به، قال: قل يا موسى: لا اله الا الله، قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا؟ < o:p>
قال: يا موسى لو أن السموات السبع و عامرهن غيري و الأرضين السبع في كفة، و لا اله الا الله في كفة، لمالت بهن لا اله الا الله) رواه ابن حبان و الحاكم و صححه.< o:p>
يدل الحديث على ثقل لا اله الا الله في الميزان، و هذا من ثمار التوحيد و الايمان.< o:p>
قلت: هلا شرحت لي حديث أنس،ليتم الباب ويكمل الدرس ..... < o:p>
قال: يقول خادم الرسول، سمعته صلى الله عليه و سلم يقول:< o:p>
( قال الله تعالى: يا ابن آدم، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة) < o:p>
أي أن حسنة التوحيد عظيمة خطيرة، تكفر الخطايا الكبيرة .... < o:p>
اذا لقيت الله بلا إشراك، غفر ذنوبك من لا تراه و يراك.< o:p>
قلت: فماذا عن المسائل، فهل نسيتها أم تعمدت تركها للسائل؟ < o:p>
قال: أما عن مسائل الباب، فسأذكر بعضها باقتضاب، لا على سبيل الحصر و الاستيعاب!! .... < o:p>
فمنها:< o:p>
سعة فضل الله وكثرة ثواب توحيد الإله ..... < o:p>
و تكفيره مع ذلك للذنوب، فاحمد الله علام الغيوب! ... < o:p>
و التنبيه على شرط الاخلاص، في حديث عتبان لتحقيق الخَلاص، < o:p>
و كون الأنبياء في حاجة للتنبيه و البيان، لفضل "لا اله الا الله" من الرحمن .... < o:p>
و رجحانها بجميع الخلق، مع خفة ميزان من يقولها بالحق .... < o:p>
و إثبات الصفات على الطريقة السلفية، خلافا للمعطلة و الأشعرية ... < o:p>
و معرفتك حديث أنس و عتبان، في تحريم المتشهد على النيران، توجب تركَ الشرك على الإنسان، و ليس مجردَ القول باللسان .... < o:p>
و معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمةَ الله، و أنه روح مخلوقة من الإله ... < o:p>
ومعرفة فضل الإيمان، بالجِنان و النيران .... < o:p>
و معرفة قوله "على ما كان من العمل"، و أنه في السوء و الحسن محتمَل، بشرط أن لا يُنقض التوحيدُ فيُقطع الأمل، و لكن لا بد من الجد و العمل .... < o:p>
واثبات صفة الوجه للرحمن، كما يليق به دونما نكران .... < o:p>
قلت: أحسنت الجواب، و أدركت الصواب، رحم الله الامام و أعظم له الثواب! .... < o:p>
نسأل الله أن لا يحرمنا النظر، في نعيمه المنتظر، بين جنات و نهر، مع إخواننا من أهل الحديث و الأثر ........ آمين .. آمين .. آمين .......................... .يتبع < o:p>
أبو همام عبد الحميد الجزائري< o:p>
سلسلة المقامات النجدية ـ 4 ـ< o:p>
الجزائر العاصمة< o:p>
ـــــــــــــــــــــــــــ< o:p>
(1) و أما الثاني فظلم العباد بعضهم لبعض< o:p>
و أما الثالث فظلم العبد لنفسه دون الشرك< o:p>
(2) فالعلم حتى نخرج من طريق الضلالة< o:p>
و العمل حتى نخرج من طريق المغضوب عليهم< o:p>
و الصدق حتى نخرج من طريق المنافقين< o:p>
(3) علم و ضده الجهل< o:p>
و يقين و ضده الشك< o:p>
وقبول و ضده الرد< o:p>
و محبة و ضدها البغض < o:p>
و صدق و ضده الكذب< o:p>
و انقياد و ضده الترك< o:p>
و اخلاص و ضده الشرك< o:p>
أنظر شرح أدلة شروط لا إله إلا الله للشيخ عبيد الجابري، فهي رسالة قيمة و نافعة.< o:p>
(4) فالمصدر قد يراد به الصفة، أو أثر الصفة كقولنا (المطر رحمة الله) أي من أثر رحمة الله.
¥