تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صيانة لمظهر دول الإسلام ورعاية لمشاعر المسلمين وحماية لهم من استمراء تلك المظاهر فـ" كثرة المساس تفقد الإحساس " , لذلك فإن الواجب علينا تجاه المخربين من أهل الأهواء الفاسدة والآراء الشاذة والعقائد الرديئة: ذمهم , ونشر مخازيهم وبيان بدعهم ومذاهبهم الفاسدة والسعي لإخماد ذكرهم والحط من شأنهم والتحذير من تصدرهم أو الثقة بهم أو الأخذ عنهم , وعليه فالإسلام يحافظ على الفرد في دينه ودنياه ويحميه مما يضره في أولاه وأخراه ولهذا فإنه يتدخل للحد من كل حرية تضر بالفرد والمجتمع ويوجه بالقضاء عليها وعقوبة أهلها كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع صبيغ العراقي الذي كان يسأل عن المتشابه ويثير الفتنة ويشكك الناس في دينهم فجلده عمر رضي الله عنه حتى قال صبيغ: " إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلًا جميلًا وإن كنت تريد مداواتي فإني والله برئت " , لذلك أقول: منع الجهر بالآراء الفاسدة والعقائد المخالفة والمعاقبة على ذلك ليس من قبيل التعسف ولا لمجرد الكبت والتسلط وإنما لـ:

1 – أنها سبب للافتراق والاختلاف.

2 – أنها سبب للحيرة والشك والاضطراب.

3 – أن إشاعة تلك الآراء والعقائد المخالفة للشرع سبب في قلة تعظيم الشريعة وتذهب ثقة الناس بها.

4 – أن وجود تلك الأهواء والمخالفات والبدع يبعث على كثرة الجدل والخصومات ويشغل عن الاهتمام والبحث عن الصالح والنافع.

5 – أن إعطاء الحرية لكل ناعق يفسح المجال أمام المنافقين والملحدين للطعن في الشريعة وإثارة الشبهات حولها.

ومن هنا: نناشد حكامنا وحكوماتنا الإسلامية أن يتقوا الله عز وجل في رعاياهم الذين سوف يسألهم الله عنهم , وأن يأخذوا على أيدي هؤلاء الذين يزرعون الفتنة والبلبلة في نفوس المسلمين فالناس اليوم في دينها رِقةٌ.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وكتب / أبو عبد الرحمن المدني

7/ربيع الأول/1431 هـ

- قصة صبيغ أوردها اللالكائي والآجري في كتاب الشريعة

- راجع أيضًا بحث الشيخ / سليمان الغضن: منهج أهل السنة والجماعة في تقييد حرية التعبير وقد استفدنا منه فجزاه الله خيرًا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير