تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تفكير المراة التي تجهل بعض العلم الشرعي]

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[24 - 02 - 10, 01:05 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.

موضوع منقول

كلما كانت الزوجة متعلمة العلم الغير شرعي زاد الخلاف بينها و بين زوجها , و ذلك لأن العلم الدنيوي -و ان كان لابد منه - لا يجعل من صاحبه عالما بأمور الحياة و إنما حياة المسلم مقيدة بالشريعة فالمرأة المتعلمة علما دنيويا تظن نفسها قادرة على التمييز عقليا بين ما هو صالح لها و بين ما هو ليس بصالح و ذلك للوهم الذي يوهمونه اليوم لها و الدعاوي الإعلامية الغربية التي تحرض المرأة على التحرر زعما منهم أن طاعة زوجها قيد لها و الأمر غير ذلك إنما جعل الله القوامة للرجال لسبب وجيه: قال الله عز و جل (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)

و بما أن المرأة التي تجهل العلم الشرعي مرجعها لن يكون للنصوص الشرعية لكن لعقلها و عقلها ليس كعقل الرجل لذلك فرق الله بينهما فأعطى للمرأة حقوقا و واجبات و للرجل حقوقا و واجبات , قال تعالى (ولا تتمنو ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا و للنساء نصيب مما اكتسبن و اسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شى عليما)

فإذا كانت المرأة تظن أنه من يحدد الحقوق و الواجبات هو عقلها فستعارض زوجها بعكس الزوج الذي يمشي على العادات الموافقة للشريعة و هو أن القوامة للرجال و هذا نوع من الجهل المركب إذ أن المرأة تجهل أنها تجهل حقوق زوجها و تظن انها بدراستها تعرف ذلك.

و أغلب هذه المشاكل منشؤها واحد, معارضة الزوجة لقرارات زوجها ظنا منها أن في قراراته تقييد لها و ظلم لكن الأمر غير كذلك إنما السيارة يقودها سائق واحد و الطائرة كذلك و ما من قيادة إلا و يقودها واحد فإن قادها أكثر من واحد حدثت الكارثة لا يختلف في هذا عاقلان لذلك نفى الله وجود آلهتين في الكون قال تعالى (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا).

فالرجل قائد في بيته و المرأة وزير له و الوزير ناصح للقائد لا معارض لكن مثل هذا لا تتعلمه المرأة في المدرسة انما هي التربية الشرعية و خير مثال على ذلك قصة ابنة سعيد بن المسيب رحمهما لله، قال صاحب الحلية (2/ 167و168):

حدثنا عمر بن أحمد ابن عثمان قال: حدثنا عبدالله سليمان بن الاشعب قال: حدثنا أحمد بن حرملة عن ابن وهب قال: حدثنا عمي عبدالله بن وهب عن عطاف بن خالد عن ابن حرملة من ابن أبي وداعة قال:

كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياماً، فلما جئته قال: أين كنت؟!

قال: توفيت أهلي فاشتغلت بها.

فقال: ألا أخبرتنا فشهدناها؟

قال: ثم أردت أن أقوم، فقال: هل استحدثت امرأة؟

فقلت: يرحمك الله، ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة؟!

فقال: أنا.

فقلت: أوتفعل؟

قال: نعم.

ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين ـ أو قال: ثلاثة ـ قال: فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح، فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن استدين، فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي، واسترحت، وكنت وحدي صائماً فقدمت عشائي أفطر كان خبزاً وزيتاً، فإذا بآت يقرع،

فقلت: من هذا؟

قال: سعيد.

قال: فأفكرت في كل انسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد، فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب، فظنت أنه قد بدا له فقلت: يا أبا محمد، ألا أرسلت إلي فآتيك؟!

قال: لأنت أحق أن تؤتى.

قال: قلت: فما تأمر؟

قال: إنك كنت رجلاً عزباً فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه امرأتك.

فإذا هي قائمة من خلفه في طوله، ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد الباب فسقطت المرأة من الحياء، فاستوثقت من الباب ثم قدمتها إلى القصعة التي فيها الزيت والخبز فوضعتها في ظل السراج لكي لا تراه ثم صعدت إلى السطح، فرميت الجيران، فجاؤوني، فقالوا: ما شأنك؟

قلت: ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة؟

فقالوا: سعيد بن المسيب زوجك؟

قلت: نعم، وها هي في الدار.

قال: فنزلوا هم إليها وبلغ أمي فجاءت، وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاية أيام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير