تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يوميات مدرس (1)]

ـ[الطيماوي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 03:53 م]ـ

التدريس متعة لا تعدلها متعة خاصة لمن يحبها، لكن قد يبتلى المرء فيما يحب، ولهذا سأكتب لكم عن يومياتي كمدرس وما واجهته من طرائف وملح أثناء عملي في فترة التدريس سواء في المدارس أو الجامعة

الحلقة الأولى:

مقبول في الوظيفة!!!!!!!!!

والدتي حفظها الله: ياابني اتصلت بك وكالة الغوث وطلبوا ان تحضر لهم غدا لامتحان المقابلة، أسأل الله أن تنجح في المقابلة وتصبح كغيرك تأخذ راتبا كبيرا ومنزلة محترمة وادخار ضخم بدلا من عملك فراش في الجامعة التي درست بها وأنت الأول على دفعتك.

الطيماوي: والله فراش في الجامعة ولا مدرس حكومة

والدتي: ليش هذا الكلام المش لازم، لا ترفص النعمة برجلك

الطيماوي: مش رايح ومحدش يحكي معاي في هذا الموضوع لو سمحتوا

يقدم والدي حفظه الله من العمل وتخبره أمي بأمري فيطلب منها استدعائي

ثم قال: ليش ما بدك تروح؟ الناس بتحلي لما يجيلهم خبر مقابلة لوظيفة مدرس في الوكالة

مين بكره يكون مدرس محترم؟

الطيماوي: أنا لأني عملت مدرس ثلاثة شهور في مدرسة وكالة ورأيت حقيقة التدريس في مدارس الوكالة التي تعتبر في قطاع غزة أفضل مدارس تعليمية ولأجل ذلك لم اكمل الشهر الرابع ضمن العمل بنظام البطالة (وهو نظام عمل لفترة شهور فقط).

طال النقاش وفي الختام لم يجد إلا طريقة واحدة تحملني على الذهاب

قال والدي حفظه الله: برضاي عليك تروح.

لم استطع بعدها ان أقول لا فهو يعلم مدى حرصي على رضاه

قلت ولكن بشرط: لو نجحت وقبلوني في الوظيفة لن أعمل عندهم، ماشي ياحج والي أوله شرط آخره نور

قال: بشرط أن تحسن الاجابة عند السؤال وتبذل الجهد المطلوب للنجاح في المقابلة

قلت: لك هذا.

قامت أم عامر على الباسي أفخم ثيابي وتحت اشراف من والدتي وهذه تمشط شعري وهذه تضع العطر على بدلتي وأنا لا يخرج مني سوى زفرات مفادها يكفي ياناس وودعني الجميع بالدعوات

وصلت وإذا بجمع من الناس ينتظرون دورهم في المقابلة (وطبعا عند العرب ما فيش موحد محدد للمقابلة وإنما موعد ابتداء المقابلات) والجميع بأيديهم كتب يقرأون وهذا قد جمع بعض اسئلة من مقابلات من تقدموا في السنوات السابقة وأولئك قد اخذوا جانبا من الغرفة ورفعوا ايديهم بالدعاء

والوحيد الي مش على باله ويدعو الله يجعلهم ما يقبلوني هو أنا.

كنا حوالي عشرين شخص وهم الذين نجحوا في الامتحان التحريري قبل ستة أشهر من ضمن 12 ألف متقدم للعمل في الوكالة كمدرسين - (وقد تقدمت له قبل عملي مدة الثلاث شهور بطاله في الوكالة واطلاعي على حقيقة وضع التعليم هناك) - ودخل اولنا وأخذ الاخوة ممن يعرفونه يدعون له ولما خرج لم يبدو عليه السرور وتكاثف الاخوة حوله يسألونه عما سئل ويخبرهم وأخذ الباقون يحاولون الاجابة عن الاسئلة التي لم يعرف اجابتها، ولكن الذي لاحظته ان الجميع - طبعا إلأ أنا - قد ارتسمت على وجوهم هيئة القلق فالاسئلة كما يبدو صعبة جدا وكما علمت المطلوب توظيفهم 2 فقط.

ولا اخفيكم أني سررت بما سمعت وقلت مثلا شعبيا (أجت منك يا جامع).

ثم حان دوري ولم يكن بعدي أحد لأني أخذت غفوة ولم أفق إلا الرجل الذي بباب غرفة المقابلة يوقظني ويسألني هل أنت الطيماوي فقلت نعم قال وين نايم يا أفندي كل الناس قابلت ومش باقي إلا انت نادينا عليك ولم تجب وفكروك مش جاي لكني لما رأيتك نايم قلت لعله هو تفضل يا أفندي.

دخلت ورأيت ملامح تكشير على وجوه لجنة المراقبة وكانوا ثلاثة (شرعي) (تربوي) (اداري) وهنالك رابع جلس في آخر الغرفة ومعه ورقة وقلم ويبدو عليه ملامح الوقار وقد طعن في السن ولم أعرف ما دوره في المقابلة ولكني لما انتهيت منها سألت قريبا لي يعمل هناك ما وظيفته فقال هذا مراقب على لجنة المقابلة يقيم أدائها في كيفية امتحان المتقدمين للوظيفة، ولا علاقة لكم أنتم المتقدمين به. قلت قد سألني سؤالا: قال: لا يعقل فليس له علاقة بالمتقدمين، غريب أنه سألك!

سألت أكثر من شخص ممن تقدموا في مقابلات السنوات الثلاث هل سألكم هذا الرجل الرابع فكانت الاجابة لا، لماذا سألني؟ لا أدري لعلها الأقدار.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير