تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سلمت عليهم ثم جلست ووجهي يتهلل بالاتسامة، وما قصدي منها إلا أن أزيد سخطهم علي بحيث تلقى صعاب المسائل علي فأرتاح ولا أقبل، وبالفعل كان ما أردت وبذلت جهدي في الاجابة

وفاء مني بما وعدت به والدي، وكان من بين أسئلة المقابلة (سؤال التربوي): لو أنك مدرس وكنت تكتب على اللوح وقام احد الطلاب برشقك بطبشيره فماذا أنت فاعل؟

قلت سهلة: التفت وأعطي كلمة قصيرة في توجيهم لسوء هذه الفعلة وأني لن أتهاون في معابة من سيفعل ذلك، وأطلب من ثلاثة طلاب واحد في آخر الصف والثاني في وسطه والثالث في أوله أن يخبرني بالذي قذف ان قذف مرة أخرى وإلا عاقبتهم هم بدلا عنه، وأني عفوت في المرة الأولى عمن فعل ذلك.

قال: فلماذا جعلتهم ثلاثة وليس واحدا فقط

قلت: حتى لو كان الذي يرمي الطباشير قويا فلن يتمكن من التجاسر أو تخويف الثلاثة معا بعكس الواحد، وقد يتعلل الواحد بأنه لم ير من قذف الطباشير لأنه خلفه أو لم يستطع تحديد الشخص بالفعل ان كان في آخره والقاذف في أوله.

قال: ولنفرض أنك قذفت ولم يخبرك الثلاثة به أوليس ظلما أن تعاقبهم بدلا منه

قلت: كلا لأنهم حينئذ يكونون متواطئين معه، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل جماعة في صبي وقال لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به.

سكت ويبدو أن جوابي أفحمه

هنا تدخل المراقب الذي في أقصى الغرفة وجلس بجوار الثلاثة وسألني سؤالا ابتسم له الآخرون إذ يبدو كما ذكرت لكم أن من شأنه عدم التدخل في الأسئلة وإنما المراقبة فقط ورفع تقرير بما راقب لكن يبدو أن اجابتي السابقة قد حثت فضوله للسؤال فأحب أن يفحم هذا الذي يفحم غيره وكأنه أراد أن يرد لي الصاع صاعين

وسألني قائلا: لماذا تريد أن تكون مدرس في الوكالة؟

كما ذكرت لكم ارتسمت ابتسامة على وجوه السائلين الثلاث، وأجبته اجابة اذهبت الابتسامة من وجوههم جميعا

كانت اجابتي: من قال لكم أني سأصبح مدرسا في الوكالة

فقال الجميع في دهشة: إذن لم جئت للمقابلة

قلت: لأجل رضا والدي فقط وأخبرتهم بما جرى بيني وبينه

ثم عقبت قائلا: أنتم مالكم حرام وأنا مش مستعد أدخل في جيبي قرش حرام

قال المراقب: مالنا حرام ليش يا ابني

قلت: وقد أخرجت زفرة من صدري: صلى على النبي

فقالو: صلى الله عليه وسلم.

قلت: عملت في بطالة الوكالة ثلاثة أشهر وما أكملت الرابع قدمت إلى مدرسة كذا وسميتها لهم

عند مدير كذا وسميته لهم ويبدو أنهم عرفوا المدرسة والمدير معا، في أول يوم هلعت برجل يدخل باب المدرسة وهو يكيل الشتائم يسب ويلعن وما راعني إلا بالمدرسين قد التفوا بأحدهم إلى غرفة المدير وأغلفوا عليه الباب والمفتاح مع المدير وهو يهدئ غضب ذلك الرجل ووقف المدرسون بجوار المدير وكلما حاولوا تهدئته زاد غضبه ولم تترك شتيمة إلا وذكرها في حق التعليم والمعلمين والمدرسة والمدرس ثم انهال بقدمة ضربا للباب محاولا كسره ولولا تدخل المدرسين اصحاب البنية القوية لكسره وولج للمدرس يضربه وما زالو به حتى ابعدوه وتمكن المدرس من الفرار بسيارة احد زملائه.

في اليوم التالي سألت عن السبب وكان الجواب لقد ضرب احد الطلاب بالعصا لأنه لم يحضر دفتره ويكثر المشاعبة في الصف (والضرب ممنوع نهائي لا من قريب ولا من بعيد حتى الايذاء النفسي لمشاعر الطالب ممنوع في الوكالة) وتقوم الوكالة كل بداية فصل دراسي ببعث ورقة تحذير للمدرسين بالفصل والعقوبة الشديدة إن وطئ أحدهم ظل أحد الطلاب فضلا عن ان يمس شعرة فيه، ولسوء حظ ذلك المدرس أن عائلته (قرابة بعيده له) كانت على خصام مع عائلته فانتهزها هذا الرجل ليوجه ضربة لعائلته بإهانة ابنهم المدرس فيسجل بذلك سبقا لعائلته وقرابته على عائلة المدرس الذي لم يكن يعلم بشيء من ذلك

وبعد كل هذا توجه عم الولد الذي فعل ما فعل بالأمس - (والد الطفل لا يدري بالأمر) - والذي كان مشهورا عنه أنه شرير كثير المشاكل، توجه إلى احدى عيادات الوكالة عند قريب له يعمل هناك وتمكن من استصدار تقرير أن بالولد كسور في ظهره و و و ولا يقرأ التقرير أحد إلإ دعا على المدرس لشدة ما فعله بهذا الصبي مع العلم أنه جاء في اليوم التالي إلا المدرسة وليس به شيء.

فوجئنا بعد ايام بتقرير الوكالة بعد وساطات عدة بتخفيف عقوبة المدرس من الطرد إلى النقل لمدرسة بعيدة جدا عن مكان سكناه وأن يعتذر لأهل الصبي، وللأسف لم يعتذر عم الصبي عن التراحيم التي كالها في وجوهنا لنا ولآبائنا وديننا وتعليمنا

ولا كلمة واحدة تختص بنا أو تشير لاعتذار لنا، وكأننا لسنا بشر، وقلت في نفسي: لو أني صبي لما استطاع احد ان يطأ ظلي ولكني مدرس والمدرس عرضه مستباح من كل أحد وعلى مرأى كل طلابه، وان انتصر لنفسه كانت العقوبة التي لا ترحم.

وأصبح كل همي ان ارجع لبيتي دون أن أضرب أو اشتم من احد قرابة احد الطلاب.

فهل رايتم هناء يحياه المدرس كما يحياه مدرس الوكالة؟!

وهذه ليست إلا واحدة فقط، وإن احببت حدثتك بالثانية، قال فحدثني

قلت:

يتبع إن شاء الله ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير