[. شكوى العاصمي .. قصيدة لطيفة للعلامة اللغوي محمد البشير الابراهيمي]
ـ[العاصمي الجزائري]ــــــــ[02 - 03 - 10, 05:05 م]ـ
باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فهذه قصيدة لطيفة للعلامة اللغوي محمد البشير الابراهيمي نسختها من الصفحة 279 ومابعدها من كتاب آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي الجزء الثاني جمع وتقديم نجله الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي فلتتفضلوها مشكورين
.. شكوى العاصمي ..
إلاهي يا مستجيب الدعا .. وياجالب اليسر للمعسر
تفضل على عبدك العاصمي .. وعرضه للعارض الممطر
بمال لو كان أجر الخنا .. وريح المطفف والمخسر
فما العسر إلا ربيب الحلال .. وما اليسر إلا من الميسر
فإنك يا خالقي عالم .. بأني على مذهب الأشعري
أرى الرزق ما ينفع المقترين .. وإن سرقو المال في المشعر
........................................
ولي حاجة من بنات الفؤاد .. سقتها الأماني ولم تثمر
ركبت إلى نيلها عزمتي .. ولي عزمة كاللظى المسعر
وجمجمت عنها ولم أبدها .. وما السرّ إلا سلاح السري
تقحمت فيها الصعاب التي .. يضيق بها الواغل المجتري
رقيت لأسبابها سلّما .. وجئت برذل ومستنكر
وحالفت فيها الدنايا التي .. إذا ذكر الخير لم تذكر
وأرغمت يوما لحمل القفاف .. فما كنت عنها بمستكبر
ومازلت في نيلها دائبا .. إذا أقصر الناس لم أقصر
لزمت الصيام وواصلته .. وصليت وحدي وفي معشري
رضيت الإمامة في جامع .. أراه من الضيق كالمحجر
لأبلغ منه إلى جامع .. من الرحب كالجامع الأكبر
وعدت إلى الحظ أبغي رضاه .. ومن يركب الحظ لم يعثر
بذلت لتحصيلها كل شئ .. سوى المال-إني منه عري
وما أنا في الجمع كالمصطفى1 .. وما أنا في الطرح كالأزهري2
ألا هل يراني الرفاق الكرام .. أقوم وأقعى على المنبر
وأحمل تلك العصا صولجانا .. وحمل العصا شيمة المنبري
أصول على متنه داعيا .. وأزأر في القوم كالقسور
وأهجم عنهم بوعظي ولا .. أميز به جانيا من بري
لئلا يقال امرؤ جاهل .. بوضع الحوادث والأعصر
وتخرج حنجرتي نغمة .. كمجرى الخفيف على البنصري
أباهي الأئمة في زيّهم .. بشد النطاق على المئزر
وأنضو لثاما على لحيتي .. من الصبغ: زورا على منكر
فإن المشيب بريد الوقار .. لمن كان يعتد بالمظهر
وأسمو عليهم بفرط الذكا .. ويب الأرومة والعنصر
وأعبر دونهم بالدها .. إذا نزر الحظ لم تنزر
وأسبر من مدهشات الأمور .. شؤونا على الدهر لم تسبر
وأخبر عنهم بأخبارهم .. وما حالف السعد كالمخبر
هنالك أغدو رئيسا لهم .. بغير انتخاب ولا محضر
ويصبح أمري على جمعهم .. كأمر العريف على العسكر
فيا منية نبتت في الحشا .. بربّك طولي ولاتقصري
فإن الزمان ينيل المنى .. على رغم شانئنا الأبتر
تكفل إلاهي بتحقيقها .. فإنك إن تعطها أشكر
..................................
وقل لابن باديس كن آمنا .. بعشّك في الجامع الأخضر
قنعت بما حزته من علوم .. وطيب الأحاديث كالعنبر
وأضنيت نفسك في أمة .. وعن وطن كالفلا مقفر
ولم تدر أنّ الهنا والوظيف .. مع الجهل أحلى من السكر
وأن الخضوع لمستعمر .. به الدار إن تنهدم تعمر
ذوو الحق في الدين حكّامنا .. فما لك عن حقهم تجتري
أطعت البشير3 وأعوانه .. فخلّوك أعرى من الخنصر
ذوو الحق في الدين حكامنا .. فما لك عن حقهم تجتري
ولم أنس لي ليلة بالقصير .. وطالع سعدى في المشتري
أكلت بها حزّة من جزور .. ونمت على جانبي الأيسر
إذا هاتف في غضون الدجى .. كسر بطيّ الحشا مضمر
يقطل: أيا عاص4 كن أسودا .. وكن أصفرا شيب بالأحمر
فأولت ترخيمه في الندا .. بصوتي رخيما على المعشر
وأولتها رفعة في المقام .. أسود بها الحاسد المفتري
وأوّلتها خطة أرتقي .. بها من كبير إلى أكبر
تراقص حولي طيوف المنى .. فهن لي بصبح بها مسفر؟
أمالك رقّي تلطّف بها .. فعبدك-إن لم ينلها-خزي
وهذي المجالس ما شأنها .. تعض بواع ومستظهر
ألم تر من حيلتي أنني .. بهذي المجالس لم أحضر
مخافة أن يغضب المستشار .. فيمحو وعدي من الدفتر
ويمناي ما نشطت مرّة .. لتنميق سطر ولا أسطر
يسيل لعابي إذا نشروا .. أسامي تلمع كالجوهر
ولقّب ذا بأمير البيان .. وهذاك بالكاتب العبقري
وما كنت دون امرئ منهما .. ولكن أدور على محور
وأخشى الرقيب وتضريبه .. على اسمي بالمرقم الأحمر
فما عاش من لم يكن مدهنا .. ومن لم يصانع ولم يحذر
وأهوى الشهاب وتزعجني .. شهاب بإحراقه ينبري
وإن العدا نحلوني الغداة .. سطورا ببالي لم تخطر
فوافت مع الصبح مهتاجة .. جلاوذة كالدبى ينبري
فهذا يصب وهذا يذب .. وهذا يشاوس عن أخزر
وهذا يساقي وهذا يلاقي .. بوجه على الملتقى أمعر
فمازلت معتذرا حالفا .. لمن لم يقدر ولم يعذر
حلفت لئن رأيت عنوانه .. سجّرت به النار في المجمر
جزاء لما ساق لي من أذى .. وما جرّ من تهمة للبري
.............................
1 - هو الشيخ مصطفى القاسمي
2 - هو الشيخ الملود الحافظ الأزهري
3 - هو الإمام البشير الإبراهيمي
4 - ترخيم لاسم (العاصمي)
¥