ب – كثرة الزيارات للأصحاب فيكثر المزاح وتقل الفائدة.
ج – الانهماك في تحصيل المال بدعوى التجارة وحيازة المال النافع للإسلام وأهله، ثم ينقلب الأمر إلى تحصيل محض للدنيا وانغماس فيها.
د – تكليف الموظف نفسه بعملين صباحي ومسائي دون ضرورة لذلك.
هـ - كثرة التمتع بالمباحات.
و – الاستجابة للصوارف الأصرية استجابة كلية أو شبه كلية.
يقول محمد بن حسن موسى: "وقد دخلت علينا في حياتنا الأسرية كثير من التقاليد الغريبة في أمر الاحتفاء الزائد بالأهل والأولاد ودعوى ضرورة بناء مستقبلهم وغير ذلك مما حاصله نسيان الكفالة الإلهية والضمان الرباني" (20).
ز – التسويف قال الشاعر:
ولا أؤخر شغل اليوم عن كسلٍ ... إلى غدٍ إن يوم العاجزين غَدُ
ح – الكسل والفتور.
قال الصاحب: "إن الراحة حيث تعب الكرام أوْدَع لكنها أوضع والقعود حيث قام الكرام أسعل لكنه أسفل" (21) وقال الشاعر:
كأن التواني أنكح العجز بنته ... وساق إليها حين أنكحها مهرا
فراشاً وطيئاً ثم قال له اتكئ ... فَقُصْراكما لا شك أن تلدا فقرا
ط – مُلاحظة الخلق وتقليدهم والائتساء بهم، فأكثر الخلق مفرطون.
مظاهر علو الهمة:
1 – تحرقه على ما مضى من أيامه وكأنه لم يكن قط صاحب الهمة المتألق المنجز لكثير من الأمور.
2 – كثرة همومه وتألمه لحالة المسلمين.
3 – موالاته النصيحة وتقديم الحلول والاقتراحات لمن يرجو منهم التغيير والإصلاح.
4 – طلبه للمعالي دائماً.
5 – كثرة شكواه من ضيق الوقت.
6 – قوة عزمه وثبات رأيه وقلة تردده، فهو إذا قرر أمراً راشداً لا يسرع بنقضه، بل يستمر فيه ويثبت عليه حتى يقضيه ويجني ثمرته، ولا شك أن كثرة التردد ونقض الأمر من بعد إبرامه من علامات تدني الهمة.
لكل إلى شأو العُلا حركات ... ولكن قليل في الرجال الثبات
كيفيَّة استثمار همم الناس:
للناس ثلاثة أقسام:
1 – قسم ضائع مضيع يترك إلى حين إفاقته.
2 – قسم محافظ على الفرائض.
- فهذا القسم إن كان من أهل اليسار والغنى يوجه إلى المشاركة والتنافس في أعمال الخير العامة مثل بناء المساجد وإغاثة المنكوبين ومساعدة الجمعيات والهيئات الإسلامية الخيرية.
- إن كانوا من ذوي الدخول المتوسطة يوجهون إلى سماع الدروس والخطب التي يعدها خطباء مرموقون.
- توجيه الشباب وتحميسهم للمشاركة في الجهاد.
- التوضيح والتنبيه والقيام بالنصيحة وبيان أن باستطاعتهم توجيه جهودهم إلى ما هو أنفع.
- توجيههم للقراءة النافعة.
3 – قسم – وهو المعول عليه بعد الله سبحانه وتعالى – ملتزم بدينه ومحافظ عليه يطمح إلى القيام بما يجب عليه وهذا يوجه إلى:
- الانتساب إلى جمعية أو هيئة لها برنامج عمل محدد.
- الانتساب إلى جماعة إسلامية صالحة من الجماعات المنتشرة في العالم الإسلامي تعمل بجد وإخلاص لإقامة دين الله سبحانه وتعالى.
- توعية الشخص المنصوح بأن يختار لنفسه مجالاً يبدع فيه.
محاذير أمام أهل الهمم العالية:
1 – صاحب الهمة العالية تحلق به همته دائماً فتأمره بإنجاز كثير من الأعمال المتداخلة في وقت واحد فليطعها بقدر ولا يستبعد ما تأمره به وفي الوقت نفسه لا يَقُمْ به كلِّه بل يأخذ منه بقدر ما يعرف من إسعاف همته له بالقيام به.
2 – صاحب الهمة العالية معرض لنصائح تثنيه عن همته وتحاول أن تذكره دائماً بأنه ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ... فالحصيف لا يلتفت إلى هذه النصائح إلا بقدر.
قال ابن نباتة السعدي: أعاذلتي على إتعاب نفسي ... ورعيي في الدجى روض السهادِ
إذا شام الفتى برق المعالي ... فأهون فائت طيب الرقادِ 3 – صاحب الهمة معرض لسهام العين والحسد فعليه بالأذكار المأثورة ليدرأ عن نفسه ما قد يصيبه.
4 – صاحب الهمة تعتريه فترْة وضعف قليل لما يراه من تدني همم غالب الخلق فلا يحزن وليوطن نفسه على الإحسان والنصيحة.
5 – أهل الهمة العالية قد يكونون مفرطين في بعض الأمور التي ربما لا يرون فيها تعلقاً مباشراً بعلو هممهم مثل حقوق الأهل والأقارب، فعلى من أصيب بشيء من ذلك أن يصلحه ولو بالقدر الذي يبعد عنه سهام اللائمين.
¥