[الشباب ضحايا أباطرة المخدرات ....]
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[07 - 03 - 10, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم
موصوع مقتبس
عندما أحسست بخطورة ما اقترفته بحق نفسي والمجتمع تغلبت على أهوائي وقررت، بمحض إرادتي، المجيء إلى هذا المركز أملا بالعلاج من الآفة التي أتخبط فيها منذ سنوات. كانت شلة من أصدقاء السوء أوقعوني في المحظور وهم أنفسهم من أخبروني عن هذا المركز .. لم أتردد بالمجيء إليه عندما أحسست أن الأمور تكاد تتجاوز الخطوط الحمراء" .. هكذا قال لي أحد الشباب لم يتعدى سنه 22 سنة عندما سألته عن سبب تواجده بمركز العلاج من الإدمان على المخدرات بولاية البليدة (50 كلم جنوب الجزائر العاصمة).
ومضى مستطردا:" المخدرات دارت فينا حالة، وأنا أنصح جميع المدمنين أن يتخلوا عنها لأنها طريق السوء والبداية بالمجيء إلى هذا المركز،، فهو إن لم يمنحك كل العلاج فعلى الأقل يمنحك نصفه".
قبل عشر سنوات .. لم يكن المركز شيئا مذكورا وكان المئات من المدمنين يجدون في شلل السوء وعصابات المنحرفين طريقا لا خلاص منه، وعندما قررت وزارة الصحة في عام 1996 إنشاء المركز ضمن استراتيجية الدولة للتكفل بالمدمنين على المخدرات، أو هكذا يبدو، تحول المركز إلى قبلة لعشرات بل مئات من المدمنين الباحثين عن علاج للآفة الخطيرة.
وفي أقل من عشر سنوات يكاد المركز يضيق بمن فيه بسبب تجاوز طاقة استيعابه في الوقت الذي يشهد توافد للمدمنين من جميع أنحاء البلاد على الرغم من أن الوزارة أعلنت أنها أنشأت بالعام 1997 مركزا آخر بسيدي شحمي بوهران، ثم مراكز وسيطة للتكفل بالمدمنين بولايات سطيف وعنبة وتيزي وزو ومركز إصغاء بباب الوادي (الجزائر العاصمة) إلا أن العبء الأكبر يقع على مركز البليدة االذي وجد نفسه خلال عام 2005 يستقبل نحو 3755 مدمنا خضعوا، حسب مدير المستشفى الجامعي للبليدة، للفحص من بينهم 1230 مدمنا خضعوا للعلاج بالإقامة بالمركز لفترات متفاوتة. ويوشك أن يرتفع العدد خلال العام الجاري .. فقد أحصت المصالح المختصة بالمركز نحو 3016 مدمنا خضعوا للفحص والعلاج حتى نهاية شهر نوفمبر الماضي بينهم 825 مدمنا خضعوا للعلاج المكثف بالمركز.
العلاج حر ..
لأن المركز بات قبلة للمدمنين الراغبين بالعلاج من آفة المخدرات، فإن نظاما وضعته إدارة المركز يهدف إلى التكفل بالوافدين عليها من المدمنين. يقول الدكتور مصطفى درقيني، طبيب الأمراض النفسية، أن "العلاج بالمركز حر".
ويمضي قائلا إن المدمن لديه كل الحرية باختيار طريقة العلاج. إما اختيار الإقامة داخل المركز لتلقي العلاج النفسي والطبي والاجتماعي وغيره، ومدة الإقامة 21 يوما لكن أغلب المدمنين يفضلون الخروج بعد أسبوعين على أكثر تقدير. وفي. أما في حالة اختياره العلاج بعيدا عن المركز وفي هذه الحالة يمنح الدواء المناسب لحالته على أن يتم الإطلاع على وضعيته بعد فترة معينة قد تكون أسبوعين أو شهرا.
ويضيف المتحدث أن الراغبين بالعلاج داخل المركز أغلبهم يتمتعون بإرادة قوية وعزيمة فولاذية للعلاج والتخلص من هذه الآفة، وفي هذه الحالة فإن الاستعداد الذاتي للعلاج يساعد بـ50 بالمائة على نجاح المهمة وتحقيق العلاج. أما إذا لم يبدى المدمن أي استعداد للعلاج وتناول الدواء فإنه لن يشفى أبدا حتى لو خضع للعلاج من اشهر الأطباء بالعالم.
ويقول المتحدث إن كيفية الحضور إلى المركز تختلف من مدمن لآخر، فبعضهم يحضر بمحض إرادته وهو يمثل أقصى درجات مقاومة النفس والأهواء، و يحضر البعض الآخر برفقة أفراد من عائلاتهم على حين يحضر الأغلبية بتوصية وتوجيه من أطباء مختصين أو مراكز صحية.
ولان العلاج بالإقامة داخل المركز تمثل هدفا للمتغلبين على أهوائهم ونفسيا تهم المضطربة فإن المدمن يخضع للعلاج بحسب طبيعة ودرجة الإدمان على المخدر. إذ تبدأ عملية العلاج، عادة، عبر فحص المريض أولا للكشف عن مدى إصابته بأمراض أخرى قد تساهم بانتقال العدوي على غرار أمراض السيدا والسيفلس أو الإلتهاب الكبدي بأنواعه، وعندها يخضع لأنواع من العلاج خلال فترة لا تتجاوز 21 يوما.
¥