ويتناوب على علاجه أطباء نفسانيون ومختصون في طب النفسي العيادي وأطباء عامون وممرضون وغيرهم. ويتكون الفريق الطبي للمركز من رئيس المصلحة وهو البروفيسور ريدوح و4 أطباء نفسانيين و5 مختصين بالطب النفسي العيادي و12 عون شبه طبي.
ويخضع المدمنون المقيمون بالمركر، يقول المتحدث، إلى أنواع من العلاج إما فرديا وإما جماعيا وإما علاجا سوسيولوجيا. وفي الحالة الأولى فإن المدمن في حال ثبت عليهم إنطواؤهم على أنفسهم وتفضيلهم للعزلة تمنح له في هذه الحالة، يضيف، كامل الحرية للبوح عن مشاكله ومعاناته أمام أطباء نفسانيين ومختصين بطب النفس العيادي وسوسيولوجيين وغيرهم، في حين فإن العلاج الجماعي يتم عبر تجميع عدد من المدمنين فيما بينهم وتركهم يبوحون بأسرارهم ومشاكلهم بينهم على أن يكون الطبيب المعالج حاضرا معهم يستمع لهم.
العائلة بداية الإنحراف ..
ويمثل هذا علاجا نفسيا وإن كان مهما جدا، حسب الطبيب المتحدث، إلا أنهم يتلقون أيضا أدوية أغلبها مهدئات ومسكنات وأخرى مضادات للآلام والأوجاع وأمراض أخرى. وبالموازاة مع ذلك يحرص لطاقم الطبي على تلهية المدمن عبر السماح له بالخروج إلى ساحات المركز أو الذهاب إلى بعض الوحدات كالقاعة الرياضية أو المقهي وغيرها ضمن علاج يعد أساسيا رغبة من الأطباء بعدم تركه يشعر بالفراغ أو الوحدة.
وفي تقييم لمختلف الاسباب التي دفعت بالمدمنين إلى دخول عالم الإدمان على المخدرات، لم تتردد الدكتورة برنجة، وهي طبيبة عامة، في حصرها في المشاكل الإجتماعية، والعائلية علو وجه االتحديد. وتقول إن حالات التشتت الإجتماعي من خلال الطلاق بين الوالدين أو عدم إهتمام الأخيرين في تربية أبنائهما والإطلاع على أحوالهما داخل وخارج البيت أحد أهم الأسباب التي دفعت بالشباب إلى احتراف المخدرات " لنسيان واقعهم المر والهروب منه إلى عالم لا مشاكل فيه ولا صراخات ولا صراعات أو ضرب أو غيرها من المشاكل".
لكن ذلك لا يمنع، حسب الطبيبة، من وجود أسباب أخرى موضوعية كالفراغ والوحدة الناتجين عن غياب فرص العمل والبطالة القاتلة، وأخرى ذاتية كرغبة المدمن، وأغلبهم شباب، تنطلق من فضول يتملكه بتجريب هذا العالم و"عندها لن يكون بمقدوره الخروج من هذا العالم الذي يتطلب منه كل يوم المزيد". وبعضهم يحترف الإدمان من خلال دواء وصف له من الطبيب للعلاج من مرض معين ثم يتحول لاحقا إلى إدمان قاتل أو يكون احترفه من بعض محيطيه أو لدى رؤيته من أقراد عائلته أو داخل السجن.
وتوافقها الطبيبة سعاد حداق، وهي مختصة بعلم النفس العيادي، مؤكدة أن أغلب المدمنين يتميزون بشخصية ضعيفة وعدم القدرة على مواجهة الواقع بحلوه ومره. وتضيف:" ليس من السهل تحقيق العلاج والشفاء إذا حافظ المدمن على شخصيته الضعيفة ولم يبدى مقاومة لأهوائه ونفسيا ته المضطربة". وتتابع موضحة:" رغم كل ذلك نبذل قصارى جهدنا لدفع المريض على التخلص من الإدمان لكننا لا نضمن أي شيء بعد خروجه من المركز .. فكل شيء عندئذ يتوقف على محيطه وعائلته".
القنب الهندي في المقدمة ..
ويتفق المختصون بالعلاج من الإدمان على المخدرات بركز البليدة على أن القنب الهندي، أو الكيف كما يعرف محليا، يشكل المخدر المفضل للمدمنين أو على الأقل للوافدين على هذا المركز بغرض العلاج. ولا تفسير للأمر، حسب المختصين، إلا في "قلة ثمنه" الذي يناسب الطبقة المتوسطة والمحرومة، إذ يكفي مبلغ 100 دينار للحصول على قليل منه والحصول بعدها على لحظات من النشوة والسعادة .. غير الحقيقية. يضاف إلى ذلك، حسب المختصين دوما، سهولة الحصول عليه وتوافره بشكل "عادي وطبيعي" بجميع المدن الجزائرية وأحيائها بعد أن "تكرمت" المغرب "فأغدقت" على الجزائر بأطنان من هذه المادة المخدرة.
ويجد الأطباء المعالجون بالمركز، كما يقولون، صعوبات في توفير العلاج والأدوية المناسبة للمدمن لأن الأخير يتناول جميع أنواع المخدرات ولا يفرق بين مخدر وآخر على خلاف المدمنين بالغرب حيث "يتخصصون" بنوع واحد فقط من المخدرات وعندها يكون من السهل على الأطباء توفير العلاج والدواء المناسب.
¥