تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتقول إحدى الطبيبات:" كيف نعثر على دواء لمدمن تناول الكحول والأقراص المهلوسة وأدمن على الهيروين ولم يغفل في بداية مشواره مع الآفة على تناول بعض المواد المسكرة كالبنزين والعطور ومبيد الحشرات .. كيف للطبيب أن يعالج هذه الحالات؟ ".

وتأتي الأقراص المهلوسة في المركز الثاني في قائمة المخدرات التي تحظى بإقبال المدمنين على غرا "تيميستا" و"ريفوتريل" و"ديازيبام" و"لارطان" و" سوال" وغيرها. ثم المشروبات الكحولية وأخيرا تناول بعض المواد الأخرى كـ"ديليون" و"الغراء" والعطور ومبيد الحشرات والبنزين وغيرها.

ومن المبكيات المضحكات أن اتفق المدمنون على إطلاق تسميات غريبة ومختصرة على الأقراص المهلوسة تفاديا للووقع بالمحظور أو المتابعة الأمنية. إذ احتفت الاسماء العلمية لهذه الأقراص وتحولت، في قاموس المدمنين، إلى "الحبة الزرقا" و"الحمراء" و"الخطيفة" و"لارطان" و"الرودة" و"مدام كوراج" و"6/ 15" و"سيليسيو".

وتكشف الإحصائيات أن الفئة العمرية بين 20 و30 سنة تتقدم فئات المدمنين الذين توافدوا المركز للعلاج بمجموع 627 شخصا ثم فئة 30 و40 سنة بمجموع 344 شخصا، بينما تم إحصاء نحو 9 أشخاص تفوق أعمارهم الخمسين سنة. وبحسب ملاحظات المختصين بالمركز فإن أغلب المدمنين من الطبقات المتوسطة والمحرومة مدفوعة بمشاكله الإجتماعية وقليل منهم من الطبقة الراقية. وهذه الأخيرة أغلبهم من المغتربين لم يكن إدمانهم إلا على النوع الراقي من المخدرات كالهيروين والكوكايين وغيرها.

وبحسب أرقام قدمها المركز فإن 660 شخصا ممن خضعوا للعلاج خلال سنة 2005 أدمنوا جميع أنواع المخدرات بينما تناول 248 شخصا القنب الهندي و218 الأقراص المهلوسة و12 شخصا تناولوا المشروبات الكحولية.

***********

شاب: كي نعمر راسي نشوف الناس ذبان ..

اعترف شاب من الجزائر الوسطى بالجزائر العاصمة (…) التقته "الخبر"، أول أمس بمركز البليدة، أنه أخطأ السبيل مرتين عندما أدمن على المخدرات ثم احترفها عندما أدمن الهيروين أعلى درجات الإدمان كما قال. وفي تفسيره للأمر أوضح الشاب الذي لم يتجاوز 22 سنة، إنه استغل فترة تواجده بمفرده داخل منزله المنهار إثر زلزال 2003 على إدمان الهيروين بعد تلقيها من أحد أصدقائه. وبعدها تحول إلى إدمان حقيقي لا يمر يوم دون أن أحصل عليها من أحد الأفارقة المقيمين بباب الزوار مقابل مبلغ 1000 دينار الذي يحصل عليه من الأهل حينا ومن أصدقائه عبر الإستلاف أحيانا كثيرة.

ويمضي مستطردا:" إنه تناولها في البداية عن طريق الاستنشاق ثم ما لبث أن تناولها منذ 3 أشهر عن طريق الحقن وهي الطريقة الناجعة، حسبه، بخلاف الطريقة الأولى لكنها أكثر إيلاما وخطورة خصوصا على الأوردة الدموية.

ويضيف أن أحد أصدقائه وبسبب اختفاء أوردة اليد والذراعين لجأ إلى حقن نفسه تحت الإبطين أو خلف الأذن .. المهم، يقول، حيثما كان الوريد الدموي كان هدف المدمن لتناول الحقنة. ويكشف أن تناول حقنة من الهيروين تتطلب منه "دعمها" بشيء من "الكيف" أو التدخين في أسوأ الأحوال. ويقول:" أضطر في عقب كل عملية حقن بالهيروين إلى تناول الكيف أو 10 سجائر على الأقل، وفي هذه اللحظة أشعر بسعادة وضحك حتى من غير سبب وأعيش عالما خاصا بي وألجأ إلى تناول الحلويات والمرطبات ومشروب كوكا كولا".

ويقر المتحدث أن العملية كلفته نزيفا ماليا وصحيا كبيرا إذ تدهورت صحته وأثار مشاكل مع عائلته، وبات بحاجة لتناولها بأي وقت ما دفعه إلى البحث عن علاج مناسب. "وفي أول فرصة لاحت أمام سمعت خلالها عن هذا المركز لم أتردد في المجيئ إليه، وأنا اليوم هنا منذ سبعة أيام أشعر براحة تامة وأسال الله أن يشفيني من هذه الأفة القاتلة".

أما الشاب ح. ي (24 سنة) من منطقة الأربعاء بالبليدة فأرجع سبب دخوله عالم الإدمان منذ العام 1998 إلى تأثره بمجازر الإرهاب التي كانت تميز المنطقة فضلا عن بعض المشاكل العائلية. وقال إنه كان يتناولها من أجل أن ينسى مناظر المجازر والقتل والتنكيل وبالتالي الهروب من واقع مر ومؤلم إلى عالم لا يعرف كنهه إلا هو.

وعلى عكس صديقه يتفي الشاب إدمانه على الهيروين لأنه يدرك جيدا، كما يقول، خطورتها وتأثيرها على الصحة، بل أدمن الكيف والحبوب المهلوسة التي تنتشر، كما أضاف، بشكل عادي وطبيعي بالسوق السوداء مقابل 400 أو 600 دينار أو 100 دينار في أسوأ الأحوال يدفعها يوميا للحصول عليها ليعيش لحظات من السعادة الوهمية.

ورغم ذلك يقر أنه ارتكب بسبب هذه الأقراص حماقات كبرى فاعتدى على أحد أشقائه يكبره سنا ما اضطر الأخير إلى الإبتعاد عن الأهل بسببه. ويقول:" عندما أتناولها أشعر بالخلوة والحاجة للأكل والنوم". ويمضى مؤكدا أنه عندما يتناول الحبوب المهلوسة لا يقيم وزنا لأحد ولا يبالي بأحد. يقول:" عندما أتناول الحبة الحمراء، أو مدام كوراج كما تسمى بهذا الوسط، تمنحنى شجاعة لا توصف فتدفعني لاحتراف السرقة للحصول على الأموال. وتجعلني أرى الناس كأنهم ذباب لا آبه بأحد حتى لو كان أمامي شرطي وقد أشهر بوجهي السلاح ولا أتردد في الإعتداء عليه أو سرقته .. ".

ويعترف الشابان أنهما سلكا طريقا خطأ ويدعوان جميع المدمنين إلى الإقلاع عن الإدمان بالتوبة إلى الله واللجوء إلى هذا المركزلأنه، يقولان، طريق كل الشرور لكنهما طالبا بمحاكمة مروجي المخدرات ومستورديها من الخارج. ويقولان:" نعم سلكنا طريق الخطأ، ونسأل الله أن يشفينا ويعافي جميع المدمنين، لكننا في الحقيقة لسنا سوى ضحايا لأباطرة المخدرات. إننا نطالب الدولة بمحاسبة أباطرتها ومستورديها .. فهم السبب وهم من يتحمل المسئولية في تحويل ألاف الشباب الجزائري إلى ضحايا".

http://seifdz.blogspot.com/2009_08_27_archive.html

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير