السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صدقت أيها الأخ الفاضل إن شاء الله خليل الفائدة.
فأنا عن نفسي كنت أتصفّح الملتقى يومياً من قبل سبع سنين.
فانظر تاريخ التسجيل تعرف صحة كلامك.
ومن سبع سنين لم يكن يفوتني ملف ينزل في خزانة الكتب والأبحاث.
ولم أكن أسمح لنفسي بدخول غير ذاك المنتدى أبداً.
ثم أضفت إليه منتدى تراجم أهل العلم المعاصرين.
وهذين المنتدَيَيْن أسلم منتديات الملتقى مما ذكرت.
واسمحوا لي أن أصرح بما نفّرني من الملتقى.
الشيخ المشرف العام على الملتقى هو من الفضلاء الذين نسمع عنهم كل خير.
ولكن التنفير هذا سببه أمر لا يستطاع إغلاقه أو سد الباب فيه.
وذلك أن الملتقى أخذ على عاتقه نشر العلم والعقيدة الصحيحة ونشر علوم الحديث على الخصوص.
ومن وسائل نشر العلم فتح أبواب النقاش فيه.
والداخلون فيه إما جاهلون أو عباد أو طلبة علم أو علماء.
فالعبّاد ينفّرهم المدح.
وطلبة العلم الله يعينهم على الصبر.
فأما العلماء لا يصبرون على جهل مركَّب يضيع أوقاتهم.
والعبّاد لا يصبرون على مدح يخافون أن يسقطهم عن منازلهم ومقاماتهم.
ومثار الجهل المركّب في الملتقى أمران:
النقاش بالمذاهب المتضادة كأهل الظاهر مع الجمهور.
والنقاش بالعقول التي اصطادها الغزو الفكري.
فكيف لاينفر النافرون ويرون مناظرة بين ظاهري وحنبلي كأنهما مسلم ويهودي يتراجعان الذم في بعضهما وكل يدعي أنه مفتاح الحقيقة ومصباح الشريعة. وكأن لسان حالهما يقول رسولان ولكن لا معجزات لنا.
وكيف لا ينفر النافرون وهم يجدون أناساً اصطيدت عقولهم في فتنة التيّارات الفكرية.
ومُورِسَ عليها أشنع وأخطر أسلحة الحكمة المموّهة وهي إظهار الباطل الداحض في لُبس الحق الثابت.
فترى عقولهم لا تعرف تتلقّى الأخبار التي تنتِج في عقولهم أحكاماً على أشخاص بأنهم شر من اليهود والنصارى كما سمعنا ورأينا واللي ما رأى ولا سمع فلا يرى ولا يسمع.
وهؤلاء الأشخاص بعضهم وضع رحاله في الجنة وبعضهم لم يكن أمر منه في أكباد أعداء الإسلام والمسلمين.
وأقول بأن فتنة التيّارات الفكرية من لم تمطر عليه من المواقع أصابه من غبارها كما أصاب هذا الملتقى.
إلا أنك أيها الأخ لا يجب أن تنظر إلى النافرين والمنفّرين ولا تنظر إلى المستفيدين والمفيدين.
فيعلم الله كم كان هذا الملتقى سميري في السنين الماضيات والليالي الخاليات.
لقد كان لهذا الملتقى لذّة عندما تسهر الليل كله عليه فلا تقوم منه إلا على أذان الفجر وأنت لا تشعر من اللذّة.
الملتقى فيه خير كثير لا يعرفه إلا من ابتلي بإدمان النظر فيه والغوص في بحار المشاركات وقد تسهر عليه ليلة فتخرج بأعز من الكبيرت الأحمر من الفوائد.
فإن لم تظفر بملف تحتاجه ظفرت بتخريج حديث كنت تبحث عنه أياماً طويلة.
فإن لم تظفر بتخريج حديث ظفرت بترجمة لشيخ فاضل أو عالم ناصح أو رجل صالح كنت تبحث عن ترجمته فلا تجدها.
فأما منتدى تراجم أهل العلم المعاصرين فلا أعلم في الدنيا عند هواة إدمان النظر في تراجم العلماء أعز منه فلو تصفّحه الذهبي لأدرجه في أعلام نبلائه.
ولو رآه ابن عساكر لأسند إليه في تاريخه.
فأصبح الملتقى باباً مصراعاه النفور والاستفادة.
فمن أغلق أحدهما دخل مع الآخر.
وبعض الناس لا في العير ولا في النفير. لا نفور ولا استفادة.
فالمؤمّل منك أيها الأخ أن تنظر للملتقى في حلول لهذه المشكلة التي ذكرتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[موسى بن محمد أبو حسان]ــــــــ[13 - 06 - 10, 07:07 م]ـ
بارك الله فيك واحسن إليك
ـ[أبو عبدالعزيز الحنبلي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 05:49 م]ـ
بارك الله فيكم يا خليل الفائدة ...
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[28 - 06 - 10, 08:26 م]ـ
أولا أشكرك أخي الكريم، على اللفتة المهمة،
ثانيا:
مثل هذا الملتقى لايخفى على الجميع ما يحويه من فوائد جمة،
ولكن لعل أبرز ما ذكرت من النقاط هي:
/ أن البعض بصبِّ جامِ الحدَّةِ دون استحقاق، وغاية الأمر اختلافُ وجهات النظر، والصدق والإنصاف يدعوان إلى الرجوع للحقِّ إن بان، وفي قواميس العربيَّةِ ما يصلحُ بديلاً - مع تأديتِه الغرضَ - عمَّا يشين من المفردات، وإمامُ الفقهِ والأدبِ الشافعيُّ يقول للمزني: اكْسُ ألفاظكَ أحسنَها.
وقد التقيت بعدد لا بأس به من رواد هذا الملتقى الطيب،
لا ينقمون عليه سوى حدة أهله،
حتى بات معروفا بين المنتديات بشدة رواده، وحدة في ردودهم.
وهنا أهمس في أذن إخوتي الذين يحتدون كثيرا فأقول:
رويدا رويدا وعلى رسلكم، كونوا مبشرين لامنفرين،
وماكان الرفق في شي إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه،
ولتتذكروا أن الدعوة إلى الله تكون بالتي هي أحسن.
ولنذكر أن الفتن كثيرة، وسبل الغواية ميسورة، ولنجعل من أنفسنا جاذبا لإخوتنا لاستغلالهم أوقاتهم في ماينفعهم،
في هذا الملتقى، ولئلا نكون سببا في بغضهم لأهل الاستقامة، ونفورهم من الخير، وتوجههم إلى المنتديات والمواقع التي ضرها أقرب من نفعها.
ولنحتسب في ذلك الأجر من الله سبحانه.
فارفقوا بإخوانكم.
بوركتم إخوتي.
¥