تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كولمبس .. أمريكا .. والعرب]

ـ[العاصمي الجزائري]ــــــــ[11 - 03 - 10, 01:27 م]ـ

[كولمبس .. أمريكا .. والعرب]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما ان وقعت عيناي على هذه المعلومة الطيبة حتى عزمت على نقلها للقراء الكرام وهذا لسببين:

أما الأول فهو تقادم العهد بها فقد مضى زمن طويل ولم أمتع ناظري بشيء من نوادر وطرائف

الجغرافيا رغم شغفي الكبير بهذا النوع من العلوم

وأما الثاني فهي فرصة لتعريف القراء بتلك الخصائص التي امتازت بها أمة العرب مما جعلها اهلا لتحمل الرسالة ولعل روح المغامرة وركوب الاخطار خير دليل على قيم الشجاعة والبطولة التي وجهتها الرسالة الخاتمة وجهتها الصحيحة واستخدمتها الاستخدام الامثل فرغم الحملات المنظمة لسرقة التراث وتشويهه في سبيل تفريغ الأمة من ثقافتها وحرمانها من عوامل نهضتها ببرمجة عقول الناشئة بشتى أنواع التضليل الاعلامي والفكري لترسيخ الشعور بالدونية وصقل العقول على التبعية للغرب الصليبي الحاقد وذلك بمحاولت وضف الدور الذي قامت به أمة الاسلام بأنه مجرد نقل لعلوم اليونان والحفاظ عليها من الاندثار حتى كتب لها البعث من جديد على أيدي رواد النهضة في أروبا تأبى الحقائق الا أن تظهر من وقت لآخر لتثبت للدنيا أصالة العرب وعمق رسالتهم وتبرز الفرق الهائل بين استخدام نتاج الحضارة في خدمة التبادل النافع بين الشعوب والثقافات وبين السطو المنظم على خيراتها ومقدراتها فرغم معرفة العرب والمسلمين بحقائق الجغرافيا وتمرسهم في فنون الملاحة ورسم الخرائط واتصالهم المتقدم مع الحضارات المجهولة وراء البحار الا أن ذلك لم يكن أبدا دافعا لاستعباد تلك الشعوب وتفكيك مجموع أنساقها السياسية والاجتماعية في سبيل استعبادها واستغلالها بل ابادتها واغتصاب منجزاتها في سبيل ارضاء جشع الرجل الأبيض واشباع غروره أترككم مع هذا النقل النافع-كما أحسب- لجملة من المعلومات الجغرافية تثبت بما لا يدع مجالا لشك وصول العرب الى العالم الجديد قبل وصول كولمبس بقرون وقد نقلته عن كتاب بعنوان ذو القرنين وسد الصين للعلامة محمد راغب الطباخ تعليق الشيخ المحقق أبي عبيدة مشهور حسن آل سلمان من ص 151وما بعدها فلتتفضلوه مشكورين:

بداية المقال:

اطلعت على مقالة بقلم الأب أنستاس الكرملي البغدادي منشورة في مجلة ((المقتطف)) المصرية في (العدد الثاني) من (المجلد السادس بعد المئة) تحت عنوان:

عرف العرب أمريكا قبل أن يعرفها أبناء الغرب

ناقلا ذلك عن مصادر غربية فتعقبته الآنسة دولت حسن الصغير (الإسكندرية) فنشرت مقالة في مجلة ((الرسالة)) المصرية في العدد (612) تحت عنوان:

اقتحم العرب المحيط قبل أن يقتحمه كولمبس

ناقلة دلك عن مصادر عربية فهذه النقول تدعونا نجزم أن المكتشف الأول لهده القارة من عصور قديمة هم العرب ولا ريب والفضل للمتقدم واليك باختصار ما قاله الأب الكرملي والآنسة دولت:

قال الاب في مقالته التي حاضر بها في بغداد في كانون الأول (ديسمبر سنة 1944):

((كان العرب مند أقدم الازمنة وقبل المسيح بكثير يختلفون الى جزيرة واقعة غربي بريطانيا العظمى تلكم الجزر التي كان يسميها اليونان يومئذ (جزر القصدير) بلسانهم

( Kasselerides)

ومنه اسم القلعي عندنا –أي القصدير- المعروف باسم منجمه وذهاب أبناء قحطان الى تلكم الربوع يدل على أمور جمة:

منها: أنهم كانو يتقنون الملاحة اتقانا عجيبا بدليل ما ذهبوا اليه من البلدان الشاسعة

ومنها: انهم كانوا يبرعون في بناية السفن بأحكام عظيمة لتتمكن من مصارعة أهوال الغمار والمحيطات ولكب لا تتصدع ولا تتفسخ ومن ثم لا تغرق

ومنها: أنهم كانوا بارعين في الهندسة حتى انهم تمكنوا من نشر الجواري المنشآت نشرا متساوي الجوانب والاحناء والأجزاء حتى لا تمزقها اللجج المتلاطمة ولا يزيد فيها جزء على جزء فيثقل جانب ويخف آخر فيمتنع التوازن والتساوي فتعطب تلك المواخر في اليم فكان هؤلاء السلف الابطال يذهبون الى تلكم الأصقاع يستخرجون منها القصدير ثم ينقلونه الى بلادهم العامرة على تلكم المواخر فيبيعونه باثمان باهظة هذ وتجارة العرب معروفة ومشهورة منر القدم والازمنة الواغلة في الماضي وقد تعلم بعض الناس من العرب استخراج القصدير من تلك الجزر فتاثروا هم في صناعتهم وتجارتهم فكان الفنيقيون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير