فالعرب وسائر الاقوام التي حلت على العالم الجديد عرفوا المكسيك قبل أن يعرفوا سائر الديار الغريبة من تلك الارجاء ولذا نرى فيها من الاسماء العربية العائدة الى الحيوان والطير أكثر مما في سائر الأنحاء الحديثة المعروفة بحيث لا يمكن لأحد أن ينكرها وقد اعتمدت في كل ما قررت هنا على مصنفات الاغراب أنفسهم الا ما وجدته نبها بنفسي وقع ذلك كله قبل المسيح وبعده لاسيما بعد اكتشاف تلك المتنأيات)) انتهى ما لخصته من مقالة الاب الكرملي
وقالت الاديبة دولت حسن بعد أن لخصت الخلاصة الاخيرة:
((كنت أحسب قبل مطالعة كلمته الرائعة أنه سيورد من المراجع العربية ما يثبت أن من ابناء قحطان من اقتحم البحر المحيط ليرى ما به من الأخبار والعجائب ويقف على نهايته غير أن الأب اعتمد في كل ما قرره على مصنفات الاغراب فحسب الا ما وجده نبها في نفسه
وليس لي ان افند ما جاء به العلامة من تحقيقات لغوية فما الى هذا رميت في هذا المقال ولكن سأعنى بالتحدث عمن ركب من العرب المحيط قبل أن يركبه كلميبس معتمدا على ما جاء في المصادر العربية
ثبت قطعا أن خرستوف كلميبس ليس أول من حط رحاله بالدنيا الجديدة ولكن رحلته اليها هي التي فتحت أعين الناس على هذا العالم الجديد فبدىء من بعده الظغن اليه والاستعمار
حدثنا الأب بنبأ رحلة الراهب برندان الى جزيرة آيسلندة (المعروفة عند العرب باسم تولى) وجزائر الكناري (الخالدات) ثم نزوله على الساحل الامريكي في النصف الثاني من القرن السادس كما حدثنا بخبر بعض الرهبان الارلنديين الرين كانوا يدهشون لركوب العرب لتيار الخليج القادمين المكسيك ونزولهم في القرن الثامن الميلادي الى سواحل امريكا الشرقية غير ان التاريخ غمط حقوق بعض الرواد المغامرين من يعرب الذين ركبوا الأهوال محاولين اختراق الخضم المحيط المعروف في ذلك الحين باسم بحر الظلمات
الكرة الارضية والبحر المحيط عند العرب
قالت: نقل العرب كتاب ((المجسطي)) لبطليموس القالوذي في مطلع العصر العباسي وقالوا في أزياجهم و كتبهم الجغرافية: ان الأرض كروية
جاء في مروج الذهب للمسعودي:
((ذكروا أن الأرض مستديرة ومركزها في وسط الفلك والهواء محيط بها من كل الجهات وأخذوا عمرانها من حدود الجزائر الخالدات في بحر أقيانوس الى أقصى عمران الصين وعلموا أن الشمس اذا غابت في أقصى الصين كان طلوعها على الجزائر العامرة المذكورة التي في بحر أقيانوس واذا غابت في هذه الجزائر كان طلوعها في أقصى الصين وذلك نصف دائرة الارض وهو طول العمران الري ذكروا أنهم وقفوا عليه))
ولعمري ان هذا تحديد دقيق لما يعرف اليوم جغرافيا باسم نصف الكرة الشرقي
وقال المسعودي –أيضا-:
((ان أقصى العمران في المشرق الى حدود بلاد الصين والسيلي الى أن ينتهي الى بحر أقيانوس المحيط وأقصى عمران المغرب ينتهي الى بحر أقيانوس المحيط ايضا فكأن الاقيانوس المحيط كان –بحسب ما عرفوه- متصلا من أقصى العمران في المشرق الى اقصى العمران في المغرب))
وهو ما يعرف اليوم جغرافيا باسم نصف الكرة الغربي وتواتر الأخبار قديما بان بحر الظلمات هنا لا تدرك غايته ولا يعلم منتهاه وانه بحر لا تجري فيه جارية ولا عمارة
جاء في كتاب الشريف الادريسي ((نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)):
((ولا يعلم أحد ما خلف هذا البحر المظلم ولا وقف بشر فيه على خبر صحيح لصعوبة عبوره وهيجان رياحه وبه جزائر كثيرة منها معمورة وغير معمورة ... ))
وكان يعزر ما تواتر عليه الناس عنه أسطورة مأثورة عن قدامى اليونان تقول بأن هرقل بنى أعمدة من النحاس والحجارة حدا بين بحر الروم والاقيانوس وعلى أعلاها كتابة وتماثيل مشيرة بأيديها: أن لاطريق ورائي لجميع الداخلين الى ذلك البحر
وأشار المسعودي الى هذا النصب بما نصه:
¥