[المدارس الإسلامية في الجمهورية التركية]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[11 - 11 - 07, 09:53 م]ـ
[المدارس الإسلامية في الجمهورية التركية]
افتتحها مندريس وحاول مسعود يلماظ اغلاقها
الكاتب: محمود السيد الدغيم
جريدة الحياة، العدد: 12584، الصفحة: 7
تاريخ النشر: 10 ربيع الأول 1418 هـ/ 13 آب/ أغسطس 1997م
» الثلثاء الأسود «كان هذا هو العنوان العريض لصحيفة» ملّي غازيته «التركية الصادرة يوم الأربعاء في 30/ 7/1997م.
وأبرزت الصحيفة صوراً تدل على الأسلوب الذي جوبهت به المسيرة السلمية في أنقرة احتجاجاً على تعديل قانون التعليم الشرعي الإسلامي الذي تحاول الوزارة 55 تطبيقه ارضاء للعسكريين.
هذه المسيرة وأمثالها هي احتجاج على تعطيل التعليم الديني من دون غيره، إذ يحظى اليهود والمسيحيون (والأجانب) وغيرهم بحرية التعليم الديني في تركيا.
فما هو تاريخ التعليم الديني الإسلامي في تركيا، وكيف نشأ وتطور؟ هذا ما سنحاول الاجابة عنه في هذا المقال.
استقطبت قضية اغلاق المدارس الشرعية اهتمام الشعب التركي، وقال الوزير السابق عبدالله كول (حينما كان وزير دولة في حكومة أربكان)» ستبقى المدارس الشرعية لأن نواب الرفاه سيعارضون هذا القرار كما سيعارضه نواب حزب الطريق الصحيح وحزب الوحدة الكبرى وعدد كبير من حزب الوطن الأم، كما سيعارضه أصحاب العقل السليم من منتسبي حزب الشعب الجمهوري وغيره «.
وحاول الرئيس سليمان ديميريل إرضاء الجيش بهجومه على المدارس الشرعية حين قال في خطابه في مدينة اسبارطة التركية (مسقط مُخّه)» مع الأسف البعض يتوهم ان دخول مدارس الأئمة والخطباء سيمنحهم بطاقة لدخول الجنة «.
Necmettin Erbakan
ورد عليه نجم الدين أربكان قائلاً:» إن الرئيس ديميريل أصبح ديماغوجياً وأضاع المنطق. نحن مسلمون والحمد لله ونأمل دخول الجنة بالعمل الصالح لا بغيره «.
تعديل أنظمة التعليم
كان التعليم في ظل الخلافة العثمانية تعليماً إسلامياً متقدماً، وكانت القاعدة الصناعية التركية أفضل بكثير مما آلت إليه لاحقاً. وكان نظام التعليم يتطور باستمرار واتخذ محورين أساسيين هما التعليم الشعبي والتعليم الرسمي.
تمثل التعليم الشعبي في حلقات دراسية مبسطة تبدأ في المنازل بتحفيظ القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية الشريفة، وأسس الفقه، ومبادئ اللغة العربية وكتابتها. ويتم الانتقال إلى حلقات أعلى في الكتاتيب (المكاتب) فيتبع الطالب أو الطالبة منهاجاً أكثر تطوراً يقوم على حفظ المتون الأساسية في النحو والصرف والعقائد والفقه وأصوله، والمنطق والحساب، والحديث والسيرة والتاريخ والجغرافيا.
وبعد الكتاتيب ينتقل الطلبة إلى المعاهد الوقفية لدراسة شروح المتون المحفوظة وحواشيها، ثم تأتي مرحلة الحصول على اجازات الشيوخ في آفاق العالم الإسلامي، وبعد ذلك يتصدر المتفوقون للتدريس.
شكلت الجوامع والمساجد والتكايا والزوايا والمزارات مراكز أساسية للتعليم الشعبي وخرجت علماء اجلاء في الكثير من مجالات الحياة.
أما التعليم الرسمي فهو أكثر تنظيماً وينقسم إلى مراحل ابتدائية ورشدية وعالية. ومن أضخم المؤسسات التعليمية كلية الفاتح ويعود تاريخ انشائها إلى منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، وتليها في الأهمية كلية السليمانية ودُشنت سنة 1555م وعلى نمطها انشئت كليات عدة.
من مرافق تلك الصروح العلمية المكتبة وملحقاتها، الحمام العام، مهاجع المنامة، رياض الأطفال (الكتاتيب)، المدرسة الابتدائية، المدرسة الرشدية، والكليات الجامعية. وما زالت كلية الطب في السليمانية مستمرة في العمل حتى الآن، إذ توجد فيها دار التوليد.
أول انجازات الجمهوريين الأتراك في أنقرة هو موافقة البرلمان التركي في أنقرة على مقررات معاهدة لوزان في مطلع آب (اغسطس) 1923. وأقر البرلمان الدستور في 29/ 10/1923م
وأقر في 3/ 3/1924م مشروع قانون إلغاء الخلافة، ثم علق البرلمان العمل بالدستور، وأقر العمل بما ترتأيه» محاكم التطهير «التي صفت جسدياً العلماء وأبطال الاستقلال. ثم أقر الدستور الجديد وتضمن فصل الدين عن الدولة، واعتمدت اللجان الحكومية القانون التجاري الألماني والقانون المدني السويسري والقانون الجزائي الايطالي، وحذف الجانب الديموقراطي واستبداله بما يعزز ديكتاتورية العلمانية.
¥