هناك مسالة أخرى شيخنا و هي الإعتقاد , كيف يجب أن يكون اعتقادنا بأن القرآن هو الشافي أم نستشعر معاني الآيات و قد تكون في غير محل الرقى و هنا نتحدث عن انتقاء ما يوافق الحالة.
الجواب إن شاء الله:
أخي الحبيب وضعت بسؤالك على نقطة غاية في الأهمية، وهي هل القرآن الكريم يشفي الأمرض، الذي يقول ذلك هو الله عز وجل، فبكلماته يشفى المريض من المرض النفس والجسدي، وأكدته السنة النبوية المطهرة.
قال الله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا (82) سورة الإسراء.
وقال الله تعال:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (44) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (45) سورة فصلت
وفي السنة النبوية ما يمحو ويقتل وساوس الشياطين من الإنس والجن بعدم قدرة القرآن فش الشفاء البدني.، وتعليلهم بأن القرآن الكريم كتاب تعلم وهداية فقط.
* حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ ثَابِتٌ يَا أَبَا حَمْزَةَ اشْتَكَيْتُ. فَقَالَ أَنَسٌ أَلاَ أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ بَلَى. قَالَ «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِى لاَ شَافِىَ إِلاَّ أَنْتَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا» صحيح البخاري.
* حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ الصَّوَّافُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ فَقَالَ «نَعَمْ». قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ. صحيح مسلم.
* حَدَّثَنِى أَبُو الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالاَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِى الْعَاصِ الثَّقَفِىِّ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَجَعًا يَجِدُهُ فِى جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِى تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ. ثَلاَثًا. وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ». صحيح مسلم.
يدل ذلك على أن القرآن الكريم والسنة الشريفة الصحيحة هما شفاء بإذن الله تعالى، ضع في ذهنك جيدا أن المدرسة العقلانية لا تؤمن بذلك، وهم مسلمون، غفر الله لهم وهداهم على الصراط المستقيم، كما إنني أعيب على الشيخ القرضاوي رحمه الله في هذا المجال، حيث يقر ويعترف بأن القرآن ليس شافيا، وقد سمعته بذلك وتحسرت، فهذا نقص في عقيدة المسلم، وافتراء على القرآن الكريم والسنة المطهرة دون علم واضح، هذا من مكنونات ضعف المسلمين، فينبغي إرشاد الشيخ القضاوي على الطريق الصحيح، وان يتم توصيل رسائل له بأن القرآن شافي والحديث شافي، ويعترف بخطئه ولا يكابر، ولا يغرنه المناصب ولا الرتب، في نصرة القرآن الكريم والسنة النبوية، واظهار الحق ضد الباطل.ارجو من الإخوة توصيل له هذا المفهوم، فلا املك تلفاز، وعلى الإخوة في قطر طرح الموضوع.
وقرب وبعد الشفاء لا يملكه إلا الله عز وجل، فيا مسلم اتق الله، واعز قرآن ربك، فلا يوجد كلام من الله في الأرض إلا القرآن الكريم والباقي محرف.
ولا تستعجل الشفاء، وكن مع الله يكن الله معك.
لا تستعجل الشفاء من القرآن الكريم والحديث، فكفى بهم من الرب. فالعيب في النفس وليس في القرآن، طهر نفسك من المعاصي وتب الى الله، واقرا القرآن في جوف الليل، وصل قيام الليل، وطع والديك، ولا تصاحب غلا تقي، واكثر من السن والنوافل، واطب مطعمك، واذكر الله كثيرا طرفي النهار، تضمن الشفاء من جميع الأمراض إن شاء الله.
حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِى الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ أَخِى يَشْتَكِى بَطْنَهُ. فَقَالَ «اسْقِهِ عَسَلاً». ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ «اسْقِهِ عَسَلاً». ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ فَعَلْتُ. فَقَالَ «صَدَقَ اللَّهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ، اسْقِهِ عَسَلاً». فَسَقَاهُ فَبَرَأَ صحيح مسلم.
¥