و عظمه سبحانه الدواب: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة خشية أن تقوم الساعة)) رواه أحمد.
وعظمه النمل: روى البخاري في صحيحه: ((قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح الله))
وجاء في الحديث الضعيف إلا أن معناه صحيح: ((خرج سليمان بن داود يستسقي فإذا بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول: ((اللهم إنا خلق من خلقك ولا غنى بنا عن سقياك وإلا تسقنا تهلكنا. فقال سليمان: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم))
والهدهد أنظر كيف عظم الله هذا التعظيم الذي يليق بجلاله سبحانه وتأمل:
قال تعالى: ((فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ)) النمل: (25)
فانظر إلى هذا التعظيم لله من قبل الهدهد وكيف استدل بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية، وأن توحيد الربوبية من لوازمه توحيد الألوهية كذلك. وكيف استنكر هذا الشرك من قبل بلقيس وقومها غيرة على التوحيد الذي هو قمة تعظيم الرب سبحانه وتعالى.
بل حتى الجبال تعظم الله أقرأ: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَ?ذَا الْقُرْآنَ عَلَى? جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ? وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) الحشر: (21).
وعظمه سبحانه الحجر: ((ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَ?لِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ? وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ? وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ? وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ? وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) البقرة: (74).
قال القرطبي: ما تردى حجر من رأس جبل ولا تفجر نهر من حجر ولا خرج منه ماء إلا من خشية الله، نزل بذلك القرآن الكريم.
وعظمه ونزهه الرعد: ((وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)) الرعد: (13).
وعظمه و قدسه ذلك المخلوق العظيم الشمس التي لو اقتربت قليلا لأحرقت الكرة الأرضية، ولو تأخرت قليلا لتجمدت الكرة الأرضية. جاء في الصحيحين عن أبي ذر قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: ((أتدري أين تذهب هذه الشمس؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإنها تذهب فتسجد تحت العرش، ثم تستأمر فيوشك أن يقال لها: أرجعي من حيث جئت)
الأمر الثالث: عدم معرفة سنة الله في معاقبة المخالفين لأمره سبحانه:
قال سبحانه: ((قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)) آل عمران: (137).
وقال: ((فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ? فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ? وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)) فاطر: (43).
وقال: ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا)) النساء (123)
إن لله سنن في معاقبة العصاة يجب على المسلم أن يعرفها حتى يحذر الوقوع في معصية الله سبحانه. بل يجب عليه أن يتعلم كل ما يتعلق بهذه السنة، ومن ذلك:
أنواع العقاب:
¥