عقاب الله على نوعين: عقاب استئصال، وعقاب دون الاستئصال. دل على هذا التقسيم قوله تعالى: ((وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ? كَانَ ذَ?لِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا)) الإسراء: (58).
فقوله: (و إن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة) أي: بعذاب الاستئصال. وقوله تعالى: (أو معذبوها عذابا شديدا) هذا عذاب دون الاستئصال. وهذا النوع قد يكون بالأمراض أو بتسليط عدو.
ضوابط سنة العقاب للعصاة:
1 - ) لا يقع العقاب إلا بعد قيام الحجة:
قال العظيم سبحانه: ((وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى?)) طه: (134).
2 – العذاب لا يقع قبل الإمهال:
قال سبحانه: ((فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى? إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)) الأنعام: (44).
3 – العذاب لا يقع إلا بسبب الظلم:
قال سبحانه: ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى? بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)) هود: (117).
4 – إذا حل العذاب ارتفعت التوبة:
قال سبحانه: ((وَيَقُولُونَ مَتَى? هَ?ذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ)) السجدة: (29).
وقال حكاية عن فرعون: ((وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ? حَتَّى? إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَ?هَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)) يونس: (91).
وعقاب الله قد يكون للأمم وقد يكون للأفراد:
1 – عقابه للأمم: من ذلك:
قوم نوح: ((فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ? إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ)) الأعراف: (64).
قوم لوط: ((وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ? فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ)) الأعراف: (84)
2 – عقاب الأفراد: ومن ذلك:
قارون: ((فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ? لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ? وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82).
والقصص في عقاب الأفراد كثيرة جدا.
كتبه:
عبدالعزيز بن محمد السريهيد
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[06 - 04 - 10, 12:51 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم
ـ[السوادي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 09:49 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء