الثانية: في قوله تعالى: ((تمشي)): على المرأة أن تكون وقورة ومن الوقار ألا تسرع في السير حتى لا ينكشف شئ من بدنها عند إسراعها. ومن تمام حشمة المرأة أن يكون سيرها بتؤدة ووقار وعدم العجلة.
الثالثة: جاءت إلى موسى لا بإرادتها وإنما استجابة لطلب والدها لذا بينت الداعي لمجيئها عند أول كلام لها معه بدون مقدمات (إن أبي يدعوك) أي لست أنا الداعية. و حتى لا يستغرب موسى من هذا الطلب، كشفت عن هويتها ومن تكون. فبقولها: (ليجزيك أجر ما سقيت لنا) عرف موسى أنها إحدى المرأتين اللتين سقى لهما.
وبينت كذلك من خلال هذه الجمة سبب الدعوة من أبيها (ليجزيك).
الرابعة: فيه أن المرأة لا تخاطب الرجال إلا لحاجة ولا تطيل الكلام معهم؛ فهذه الفتاة الشريفة من خلال كلمات يسيرة أو ضحت لموسى أمورا عديدة (من تكون، ومن الداعي، وسبب الدعوة، والغاية من هذه الدعوة).
الدرس الثالث: ((قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ? إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)) القصص: (26).
الدروس من هذه الآية:
1 – كراهية هذه الفتاة الخروج من البيت وكراهيتها للخلطة بالرجال، لذا طلبت من أبيها أن يستأجر موسى ليكفيهم سقي الأغنام، وحتى لا يكثرا الخروج من البيت.
وليس كما يفعل أغلب النساء الخروج من البيت لأتفه الأسباب ومن غير حاجة.
الدرس الرابع: ((قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى? أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ? فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ? وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ? سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالحين)) القصص: (27).
الدروس من هذه الآية:
1 – ليس عيبا أن يعرض الرجل ابنته على الرجل الصالح للزواج منها.
2 – من تمام عقل هذا الرجل الصالح أنه لم يشق على موسى في المهر بل خيرة في المدة التي يريد أن يقضيها عنده في الرعي لتكون مهرا لابنته التي سيتزوج بها موسى.
3 – من كريم خلق هذا الرجل الصالح وكمال عقله وحكمته: عرض ابنته على رجل صالح، وخفف عليه المهر، وأعانه على ذلك.
فأين نحن من هذه الأخلاق العظيمة.
إن هذا الرجل الصالح و آل بيته مدرسة عظيمة في تمام الأخلاق وكريم الخصال لو احتذى بها كثير من المسلمين لاستقامت أمورهم.
وهذه فوائد جاءت على عجل ولو نظر فيها من هو أعلم مني لاستخرج الكنوز العظام.
كتبه: عبدالعزيز بن محمد السريهيد