تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ففي اليابان أعلنت شركة نيسان لصناعة السيارات عن وقف ثلاثة خطوط للإنتاج لعدم تمكنها من استيراد بعض مكوناتها من ايرلندا.

وفي كوريا الجنوبية قالت شركتا سامسونغ وال جي إنهما ليستا قادرتين على تسليم 200 ألف هاتف نقال تبلغ قيمتها 30 مليون دولار، هذا والاقتصاد العالمي لم يتعاف من أزمته المالية ولم يضمد جراحه بعد.

لقد تحولت المطارات إلى فنادق كبيرة، فقد افترش العالقون أرض المطارات، والتحفوا بما يملكون من ثياب في حقائبهم، وجعلوا مقاعد الانتظار أسِرَّة لهم، فانتشرت الفوضى، وارتفعت أصوات النداءات والاستغاثات بالسفارات ولكن لا أحد يجيب لأن الأمر خرج عن السيطرة البشرية، كما هرعت فرق الدفاع المدني لتأمين مستلزمات الإقامة من أسرة وأغطية بعد أن امتلأت فنادق المدن بالنزلاء.

ومازال مصير هؤلاء النزلاء مجهولاً، لا يعرفون متى يعودون لأوطانهم وأسرهم، فقد قُدِّر عددهم بسبعة ملايين، فهذا تأخر عن تجارته وذاك تأخر عن دراسته، يعيشون على نفقات المحسنين ينتظرون طعامهم وشرابهم، وأغلى أمنياتهم الحصول على تذكرة طيران تخفف من مآسيهم.

وأمام هذه الكارثة الاقتصادية لشركات الطيران العالمية, زاد الطلب على القطارات والباصات والعبّارات المائية، وزاد الضغط كذلك على الفنادق، ونشطت شركات السكك الحديدية التي سيرت قطارات إضافية بين دول أوروبا، وارتفعت أسعار الرحلات ارتفاعاً خيالياً.

فسبحان مقسم الأرزاق، فبينما أولئك يتجرعون مرارة خسائرهم الفادحة، ينعم هؤلاء بأرباح خيالية لم تكن لهم يوما بالحسبان، (مصائب قوم عند قوم فوائد).

ومازال علماء البيئة متخوفين من نتائج هذا الرماد المجهول التأثير على النباتات والحيوانات والأنهار و المياه الجوفية، بل وحتى على الإنسان نفسه، فقد أدى ذوبان الجليد إلى إخلاء قرىً كاملة من سكانها بسبب الفيضانات.

ولقد غدا علماء البيئة وعلم الأرض والأرصاد في حيرة واضطراب، فبعضهم يقول إن البركان سيهدأ وآخرون يقولون سيزداد، وفريق ثالث يقف حائراً ولا يدري متى سيتوقف البركان عن نفث الغبار الذي يَسبَح ويُسبِّح في سماء أوربا، فقد تتواصل لعدة أيام وربما عدة أشهر وربما أكثر، وبعضهم يرى أن الأسوأ لم يأتِ بعد.

وقد صرح المتخصصون في علم الأرض بمكاتب الأرصاد بقولهم: "نرى إشارات متباينة، توجد بعض الإشارات التي تدل على أن الثوران سيهدأ ويخمد، وأخرى تظهر أنه مستمر ومندفع ".

قال تعالى: ((وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ)) المدثر: ا31

والسؤال المهم الآن هل سيواصل البركان ثورته ونفث الرماد في المجال الجوي وإلى أين ستحمل الرياحُ لرمادَ وإلى متى سيظل الرماد العالق في الجو بالفعل متجمعا فوق أوروبا؟.

أين العلماء؟

أين الخبراء؟

أين التقدم العلمي؟

أين التكنولوجيا؟

أين مراكز الأبحاث؟

أين أجهزة التنبؤ عن الزلازل والبراكين؟

إن الأحداث والحوادث تثبت يوماً بعد يوم قصور البشر، سواء في التحليل وتوقع الأزمات، أو في الاستعدادات والاحتياطات، أو في التصدي لها، قال تعالى: ((فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ)) الحشر: 2.

إن الله سبحانه يخلق مايشاء من الآيات ويرسلها تذكيراً وتخويفاً قال تعالى: ((وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً)) الإسراء: 59، وقال تعالى: ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) فصلت: 53.

فمع هذه الأحداث ينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول هم الجاحدون المنكرون، وهذا رئيس آيسلندا يقول: " إن ما يحدث عرضٌ لقوى الطبيعة".

إن هذا الرئيس شأنه شأن قوم صالح في عدم فهمهم للآية التي أرسلها الله إليهم قال تعالى: ((فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ)) الأحقاف: 24.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير