تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن القيم رحمه الله: أذن الله سبحانه لها (للأرض) في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية والإنابة والإقلاع عن معاصيه والتضرع إليه والندم، كما قال ابن مسعود -وقد وقعت زلزلة بالكوفة- إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه (يعني يطلب منكم الاعتذار)، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما زلزلت المدينة فخطبهم ووعظهم وقال: لئن عادت لا أساكنكم فيها. (أي أها تزلزلت بسبب الذنوب والمعاصي)

إذا كنت في نعمة فارعها ** فإن المعاصي تزيل النعم

وحافظ عليها بتقوى الإله ** فإن الإله سريع النقم

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار: أما بعد فإن هذا الرجف شيء يعاتب الله عزوجل به العباد، وقد كتبت إلى سائر الأمصار أن يخرجوا في يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا فمن كان عنده شيء فليتصدق به فإن الله عز وجل قال: ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)) الأعلى: 14 - 15 وقولوا كما قال آدم وزوجه: ((قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)) الأعراف: 23 وقولوا كما قال نوح: ((وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ)) هود: 47، وقولوا كما قال يونس؛ قال تعالى: ((فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)) الأنبياء: 78 - 88

ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم عند النوازل يقنت في صلواته ويتضرع إلى الله.

فهل عرفت السبب الحقيقي لهذه الكوارث؟

أما أن تحور القضية على أنها حوادث طبيعية، وأنها غضب الطبيعة وكفى، ويبقى الناس على بعدهم عن خالقهم وغفلتهم وقسوة قلوبهم، وترتجف الأرض وتلقي بحممها ولا ترتجف القلوب، فهذا وربي أشد من تزلزل الأرض وفوران البراكين.

لقد نعى الله على الكافرين وأصحاب القلوب المريضة أنهم لايعتبرون ولايتذكرون بل يزيدون في غيّهم وفسقهم قال تعالى: ((وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً)) الإسراء: 60 وقال تعالى: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُون فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) الأنعام: 42 – 43

وحكى الله مصارع الأمم التي كفرت نعمَ الله؛ قال تعالى: ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)) النحل: 112

وقال تعالى: ((لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ)) سبأ 15 - 17.

فالمعاصي ماظهرت في ديار إلا أهلكتها، ولا فشت في أمة إلا أذلتها، ولا تخلخلت في دولة إلا أسقطتها، إنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب.

وهذا لا يعني أن أقواما أو مجتمعات لم يصلها شيء أنها على الاستقامة، كلا ولكن الله يمهل ولا يهمل، والعقوبات قد تكون زلازل أو براكين أو حروباً أو تدهورات إقتصادية أو انعدام للأمن والأمان أوغير ذلك.

قال تعالى: ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)) ق:37

ـ[أمة الغفار]ــــــــ[28 - 04 - 10, 07:52 م]ـ

حمل المقالة من هنا ( http://www.alnosrah.net/upload/3ebar.doc)

ـ[أم مصعب بن عبد الملك]ــــــــ[28 - 04 - 10, 09:46 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذا النقل

ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 09:53 م]ـ

جزاك الله خيرا

وأسأل الله أن يجنبنا الفتن

ـ[جلال الدين خليفة]ــــــــ[05 - 05 - 10, 10:40 م]ـ

اسال الله ان يحشرك مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير