تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كلام قيم لشيخنا عبد الكريم الخضير حفظه الله مستل من مقدمته لألفية العراقي طبعة دار المنهاج]

ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[29 - 04 - 10, 11:41 ص]ـ

هذا الكلام مستل من مقدمة كتبها فضيلة الشيخ الدكتور عبدالكريم الخضير _حفظه الله _على ألفية العراقي طبعة دار المنهاج

...........

.... ولكثرة ما صنف في هذا العلم من كتب مطولة ومختصرة , منظومة ومنثورة , من قبل المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين , كثرة تجعل طالب العلم المبتدىء يحتار في اختيار ما يدرسه من كتب هذا الفن فكثر سؤال طلاب العلم عن الترتيب والتدرج في دراسة هذه الكتب , كغيره من الفنون التي صنف العلماء كتبها , ملاحظين مستويات الطلاب , حيث جعلوهم على طبقات , وجعلوا لكل طبقة ما يناسبها من المؤلفات.

وكنت أنصح الطلاب المبتدئين بالبداءة بكتاب " نخبة الفكر " للحافظ ابن حجر رحمه الله , لأنه متن متين شامل مختصر , حاوٍ لكثير مما يحتاجه الطالب في هذه المرحلة على أن يقرأه على أحد الشيوخ المتقنين , الذين يحسنون التعامل مع الطلاب في هذه السن , ويقرأ ما كتب عليها من شروح وحواش , ويسمع ما سجل عليها من دروس.

ويكثر في هذه المرحلة مع ذلك من حفظ المتون المجردة , كالأربعين والعمدة والبلوغ وغيرها.

ولا مانع أن يتمرن , فيبدأ بتخريج بعض الأحاديث تخريجا مختصرا تحت نظر وإشراف أستاذ متمكن , يوجهه ويسدده.

ثم يرتقي بعد ذلك إلى ما يناسب الطبقة الثانية , والكتاب المرشح عندي هو كتاب اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير رحمه الله , ويصنع فيه نظير ما صنع في النخبة , بقراءة الحواشي والشروح , وسماع الأشرطة , والسؤال عما يشكل عليه.

وفي هذه المرحلة يبدأ بحفظ المتون بأسانيدها ويحرص على حفظ السلاسل المشهورة , التي يروى بواسطتها كثير من الأحاديث.

ومع ذلك يستمر في التخريج , ويكثر منه , وينظر في الأسانيد من خلال كتب الرجال المختصرة , كالتقريب والكاشف , والخلاصة ونحوها.

ويعرض عمله على شيخ معروف من شيوخ الفن.

ويكون عمله من تخريج ودراسة للتمرين , لا للنشر كما يفعله بعض الطلاب الذين تعجلوا النتائج , ثم ندموا على ذلك.

ثم يرتقي الطالب إلى المرحلة التي تليها , والكتاب المرشح عندي لهذه الطبقة هو ألفية العراقي الشهيرة التي نظم فيها الحافظ العراقي رحمه الله " علوم الحديث " لابن الصلاح رحمه الله , وزاد عليه ما يحتاجه طالب العلم مما أغفله ابن الصلاح رحمه الله.

وهذه الألفية كتب الله لها القبول , فلا تكاد تقرأ ترجمة عالم بعد تأليفها , إلا وتجد في ترجمته ومن بين محفوظاته ومقروءاته , ألفية العراقي , لإمامة مؤلفها , وجودة نظمها , وما حوته واشتملت عليه مما يحتاجه طالب الحديث.

ثم تابع الكلام بعد ذلك قائلا .....

فإذا أتقن الطالب النخبة واختصار علوم الحديث ثم سمت همته إلى ألفية العراقي , وحفظ منها ما يحتاج إليه إن قصرت همته عن حفظ جميعها وقرأ شروحها بدءا من شرح ناظمها ثم شرح الشيخ زكرياء الأنصاري , وهو على اختصاره فيه فوائد ولطائف تفرد بها ثم ختم بشرح السخاوي فتح المغيث الذي يستحق أن يسمى موسوعة المصطلح , مع إكثاره في هذه المرحلة من حفظ الأحاديث بأسانيدها وتخريج الأحاديث , ودراسة أسانيدها , بمراجعة كتب الرجال التي تعنى بنقل أقوال الأئمة في الرواة جرحا وتعديلا , ولا ينسى مع ذلك مراجعة كتب المصطلح الأخرى كتدريب الراوي للسيوطي , وتوضيح الأفكار للصنعاني , وغيرها.

ومع ذلك يعنى بقراءة ودراسة ما يكتبه العلماء المهتمون بنقل أقوال الأئمة الذين عليهم المعول في هذا الشأن ككتب ابن رجب وكتب العلل.

فإذا سار على هذا المنهج , وأكثر من الحفظ للمتون والأسانيد والسؤال عما يشكل عليه , مخلصا في ذلك كله لله عز وجل و صارت لديه الأهلية بإذن الله تعالى , للمشاركة في هذا العلم العظيم , ومع كثرة الممارسة والنظر في كتب الأئمة ومحاكاتهم في أحكامهم , والنظر في دقائق علومهم , يتأهل للحكم بالقرائن على طريقة المتقدمين الذي ينادي به بعض الغيورين على هذا العلم.

إلى آخر كلامه حفظه الله .....

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير