تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لذلك يجب أن تحاول الذهاب إلى عملك ولو محمولاً على الأكتاف، أو زحفًا على بطنك، ولتمكث في العمل كل يوم ولو لمدة قراءة فاتحة الكتاب، وكل يوم يمر ستمكث مدة أطول، وهكذا، لتثبت بالفعل أنك مؤمن بأنه لا مشيئة للشيطان مع مشيئة الله تعالى، وإن كنت مربوطًا حاول معاشرة زوجتك ولو بالتقبيل والمداعبة، وعلى الطالب أن يذهب لدراسته، وليذاكر دروسه بشرط أن تكون نيته من هذه الدراسة لله ولخدمة المسلمين، وليس لغرض دنيوي والاستعلاء على أقرانه وقومه، كما يفعل سفهاء أهل هذا الزمان، مع ما تيسر من تلاوة القرآن إن كان لديه فائض وقت، فلا يهمل دروسه على حساب العلاج، فالاستسلام للشيطان هو من أعظم مداخله، وسر هذا أن الشيطان يئوس بطبعه فإذا وجد منك إصرارًا خلاف مراده يئس وانصرف عنك، وإذا وجد منك استسلامًا دخل قلبه الكبر والغرور فيتمادى فيما هو فيه. ()

39_ من الأخطاء الشائعة بين كثير من المرضى والمعالجين قيامهم بصلاة ركعتين بنية قضاء الحاجة قبل بدء الجلسة، وبالتأكيد ليس الخطأ في صلاة الركعتين، ولكن الخطأ في توقيت هذه الصلاة، حيث كان يجب صلاتها في السحر لأنه من أوقات إجابة الدعاء، ففي الحقيقة أن الجلسة بدأت بمجرد صلاته هاتين الركعتين، وحتى موعد الجلسة يجب أن لا يفتر اللسان عن التحصين بذكر الله تعالى، ويا حبذا لو تصدق قبل بدأ الجلسة ولو بالقليل من المتيسر والمتاح لديه لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [المجادلة: 12]، فإذا كنا مطالبون بتقديم الصدقات عند مناجاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فكيف بك الحال أيها المريض والمعالج وأنت سوف تناجى المولى عز وجل بالدعاء له والابتهال إليه، قال تعالى: (فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات: 143 - 144]، فالاستعاذة بالله تعالى والاستعانة به يجب أن تكون سابقة على مواجهة الفتن، وقبل التعرض لها والوقوع فيها، بدون التعرض لأدنى مفاجئة أو مباغتة، وهكذا فعندما بدأ الجلسة سوف يكون الجن معدًا للمواجهة في حالة يرثى لها، وإذا طالت بالمعالج الجلسة بدون تحقيق أي نتيجة تذكر فليبادر فورًا بصلاة ركعتين بنية الاستغفار، وبمشيئة الله تعالى وقبل أن تنهى هاتين الركعتين سوف يأتي الفرج من الله تعالى، فربما كان هناك ذنبًا لم تستغفر الله تعالى عليه بعد، أو اكتسبت إثمًا في أثناء ذهابك إلى المريض فكان سببًا في حجب الإجابة، فإن لم تتم النتائج المنتظرة فراجع أحوال المريض، فغالبًا سيكون سبب حجب الدعاء عنده، فتنبهوا لذلك واحرصوا عليه كل الحرص بارك الله تعالى فيكم جميعًا.

40_ سب الشيطان وشتمه، وهذه معصية ومخالفة شرعية يجهل بها كثير من الناس، فقد نهى النبي عن سب الشيطان وشتمه، فقد صح عن أبي هريرة مرفوعًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الشيطان، واستعيذوا بالله من شره)، () عن والد أبي المليح قال عثر بالنبي صلى الله عليه وسلم حماره فقلت: تعس الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت و يقول: بقوتي صرعته ولكن قل: باسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يصير مثل الذباب)، () وللأسف أن هذا منتشر فقط بين الأدعياء والدجالين، ممن ينسبون أنفسهم كذبًا وزورًا إلى فئة المعالجين بالقرآن، وقد يصل الحد ببعضهم إلى الضرب بنعالهم! وكأن سر قوتهم في نعالهم لا في علمهم وعملهم، مخالفين بذلك الأدب والأخلاق، فالمعالج عف اللسان، لين الجانب، ليس بالفظً ولا بالغليظً، ولكن هؤلاء يفعلون هذا بطريقة استعراضية توحي للسذج بعظيم سلطانهم على الجن، مستغلين مخاوف الناس وأوهامهم، وللأسف أن المريض وأهله يقعون فريسة لهذه السلوكيات الوضيعة، فتصيبهم عدوى بذاءة اللسان من هؤلاء الأفاقين، فيشرعون في سب الشيطان وشتمه بين كل حين وآخر، وهذا مما يكسبهم السيئات، وكسب السيئات مما يقوي شوكة الشيطان، لأنه نجح بتفوق في إيقاعهم في الذنوب والمعاصي، فيفشل العلاج ويتأخر الشفاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير