تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانيًا: لابدَّ أن ولدكم هذا اكْتَسَبَ بعض هذه الأشياء من بعض صحبته؛ لأن مثل هذه الأمور في الغالب لا تأتي وفاقًا، وإنما تكون بتلقين الغير، أو بتقليده عند رؤيته من باب الفُضُول لا من باب الرغبة؛ لكنها سرعان ما تتحول إلى رغبة، وتفنن قد يفوق بها من لقنه إياها أو تعلمها منه.

فيجب السَّعي الحثيث في تجنيبه مثل هذه الصُّحبة، التي تنال من أعز شيء لديه ولديكم، ألا وهو الدين والخلق.

ثالثًا: تنمية وازع الخوف منَ الله في نفسه؛ فإنَّ ذلك من حُسْن التعبُّد لله تعالى، والاهتمام بظواهر الأُمُور على حسابها لا يحدث تغييرًا، ولا يوجد حلاًّ؛ بل يزيد الأمر تعقيدًا، فينبغي أن تعوِّدوا ولدكم على أن يعبدَ الله كأنه يراه، فإن لم يكنْ يراه، فالله تعالى يراه؛ كما صَحَّ بذلك الخبر عن سيد البشر - صلى الله عليه وسلم - في بيان مرتبة الإحسان، التي هي أعلى مراتب الدِّين.

أمَّا مُحَاوَلة منعه مما أَلَمَّ به بإشعاره بمراقبتكم له، فلن يجدي معه شيئًا؛ لأنه إذا غاب عنكم فَعَلَ ما شاء، وصَنَعَ ما يُريد، ولعلكم تذكرون قصة خالطة اللبن بالماء - كما رواها أهل السير - ففي "صفة الصفوة"؛ لابن الجوزي: عن عبدالله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده أسلم، قال: بينا أنا مع عمر بن الخطاب، وهو يعس المدينة، إذ أعيا واتكأ على جانب جدار في جوف الليل، وإذا امرأة تقول لابنتها: يا ابنتاه، قومي إلى ذلك اللبن، فامذقيه بالماء، فقالت لها: يا أمتاه، وما علمت ما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم؟ قالت: وما كان من عزمته يا بنية؟ قالت: إنه أمر مناديًا فنادى: ألاَّ يشاب اللبن بالماء، فقالت لها: يا بنية، قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء، فإنك بموضع لا يراك عمر، ولا منادي عمر، فقالت الصبية لأمها: يا أمتاه، ما كنت لأطيعه في الملأ، وأعصيه في الخلاء.

وعمر يسمع كل ذلك، فقال: يا أسلم، علِّم الباب، واعرف الموضع، ثم مضى في عسسه حتى أصبح، فلما أصبح، قال: يا أسلم، امض إلى الموضع، فانظر من القائلة، ومن المقول لها، وهل لهم من بعل؟

فأتيت الموضع فنظرت، فإذا الجارية أيِّم لا بعل لها، وإذا تيك أمها، وإذا ليس لهم رجل، فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته، فدعا عمر ولده فجمعهم، فقال: هل فيكم مَن يحتاج إلى امرأة أزوجه، ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه المرأة، فقال عبدالله: لي زوجة، وقال عبدالرحمن: لي زوجة، وقال عاصم: يا أبتاه لا زوجة لي، فزوجني، فبعث إلى الجارية، فَزَوَّجَهَا من عاصم، فولدت لعاصم بنتًا، وولدت البنت عمر بن عبدالعزيز. اهـ. مختصرًا.

رابعًا: مُحَاوَلة شغل وقته ببعض تكاليف البيت أو الوالدين، أو الإخوة والأخوات، والترفيه عنه بالمباح من وسائل الترفيه المختلفة، والاستعانة على ذلك بإخوانه وبعض أصدقائه، فإنَّ المرء إذا شغل بشيء منَ الحق، نسي ما يعرض له من الباطل، وتشاغل عنه بما هو فيه.

خامسًا: مراعاة المرحلة التي يمر بها ولدكم، فهي منعطف خطير، لابد فيه من متابعة ما هو فيه، ولا يتأتى ذلك بالبعد عنه أو إهماله؛ بل لا بد من مناقشته والاستماع إليه، وتداول الاقتراحات معه، وإشعاره بأنَّ عليه شيئًا من المسؤولية تجاه نفسه وأهله وبيئته، ودينه قبل كل شيء، فذلك مما يدفعه للعمل الجاد فيما فيه نفعه ومصلحته، ويبعده بكل قناعة عما من شأنه أن يعطله عن هذا المقصد.

وراجع في موقعنا استشارة: "ابنتي والغناء"، و"مشكلة مراهق 14 سنة".

وفي الختام لا يسعنا إلا أن ندعوَ لكم ولولدكم بالخير والصلاح والهداية والرشاد

http://www.wanees.net/play.php?catsmktba=34

ـ[المسلم الحر]ــــــــ[03 - 05 - 10, 04:03 م]ـ

أفضل طريقة لاستخدام الأولاد للانترنت هو وضع الكمبيوتر في صالة المنزل و وجه الشاشه على الصالة و بهذه الطريقة يضمن الاهل أن الولد سيخاف أن يقتحم المواقع السيئة لأن شاشة الجهاز مكشوفه و يجب أن يعلم الأولاد أن الانترنت عندهم مراقب من قبل الوالد و بهذه الطريقة سيكون هناك رقابة ذاتية قوية ... ولا بأس بنقد دخولهم لبعض المواقع التي لا ينبغي لهم دخولها ..

أنا لست بشاب قعمري 43 سنة و مع هذا أحتاج إلى رقابة علي فما بالك بالشاب!

و أنا أضمن هذه الرقابة بأمرين:

1 - جهازي يستخدمه أولادي وبالتالي سأكون حذرا من أن يشاهدوا من بعدي مواقع سيئة زرتها

2 - جهازي الثاني في العمل و هناك مستحيل يأتيني الشيطان للدخول لمواقع سيئة لأن الانترنت مراقب و المواقع السيئة للأسف (أمزح) ممنوعة

ولي صديق عنده طريقة في إحياء الواعظ الداخلي في نفسه و ذلك بملازمة الأدعية و الأذكار بشكل دائم

ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 04:26 م]ـ

بارك الله فيك أخي

فائدة جيدة

جُزيت خيراً

ـ[المسلم الحر]ــــــــ[03 - 05 - 10, 05:08 م]ـ

حياك الله أخي الكريم و جزاك الله خيرا على موضوعك الطيب فقد نسيت أن أشكر في المرة الأولى

فشكرا لك مرتين *ابتسامة*

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير