تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[13 - 06 - 10, 11:22 ص]ـ

"الصواعق المرسلة":

"وقريب من هذه المناظرةِ ما جرى لي مع بعض علماءِ أهْل الكتاب، فإنه جَمَعني وإياه مجلسُ خلوةٍ، أفضى بيننا الكلام إلى أن جرى ذكر مسبَّة النصارى لربِّ العالمين مسبَّةً ما سبَّه إياها أحد منَ البشر، فقلتُ له: وأنتم بإنكاركم نبوةَ محمدٍ قد سببتم الربَّ - تعالى - أعظمَ مسبةٍ، قال: وكيف ذلك؟ قلتُ: لأنَّكم تزعمون أن محمدًا ملِكٌ ظالمٌ ليس برسولٍ صادقٍ، وأنه خرج يستعرض الناس بسَيْفه، فيستبيحُ أموالَهم ونساءَهم وذراريَهم، ولا يقتصرُ على ذلك حتى يَكْذبَ على الله، ويقولَ: الله أَمَرَنِي بهذا وأباحَه لي، ولَم يأمُره الله، ولا أباح له ذلك، ويقولَ: أُوحِي إليَّ ولَم يوحَ إليه شيءٌ، وينسخَ شرائعَ الأنبياءِ مِنْ عنده، ويبطلَ منها ما يشاء، ويُبقيَ منها ما يشاء، وينسبَ ذلك كله إلى الله، ويقتلَ أولياءَه وأتباعَ رسلهِ، ويسترقَّ نساءَهم وذرياتِهم، فإما أن يكونَ الله - سبحانه - رائيًا لذلك كله، عالمًا به، مطلعًا عليه أو لا.

فإنْ قُلتم: إن ذلك بغير علمه واطلاعه، نسبتموه إلى الجهْل والغباوةِ، وذلك مِنْ أقبح السبِّ.

وإن كان عالمًا به رائيًا له، مشاهدًا لما يفعله، فإمَّا أن يقدرَ على الأخذ على يديه ومنْعه مِن ذلك أو لا، فإن قلتم: إنه غيرُ قادرٍ على منعِه، والأخذ على يده، نسبتموه إلى العجْز والضعف، وإن قلتم: بل هو قادِرٌ على منعه، ولم يفعلْ، نسبتموه إلى السفَه والظُّلم والجور.

هذا؛ وهو من حين ظهر إلى أن توفاه ربُّه يجيبُ دعواتِه، ويقضي حاجاتِه، ولا يسأله حاجة إلا قضاها له، ولا يدْعوه بدعوةٍ إلا أجابها له، ولا يقوم له عدُو إلا ظفر به، ولا تقوم له رايةٌ إلا نصرَها، ولا لواءٌ إلا رفَعَه، ولا مَن يناوئه ويعاديه إلا بتَره ووضعَه، فكان أمره مِن حين ظهر إلى أن تُوفِّي يزداد على الأيام والليالي ظُهُورًا وعلوًّا ورفْعة، وأمْرُ مخالفيه لا يزداد إلا سفولاً واضمحلالاً.

ومحبته في قلوب الخلْق تزيد على مَمر الأوقات، وربُّه - تعالى - يُؤَيِّده بأنواع التأييد، ويرفع ذكْره غاية الرفع، هذا وهو عندكم من أعظم أعدائه وأشدهم ضررًا على النَّاس، فأيُّ قدح في رب العالمين وأي مسبةٍ له وأيُّ طعن فيه أعظمُ مِنْ ذلك؟!

فأخَذ الكلامَ منه مأخذًا ظهَر عليه، وقال: حاش لله أن نقول فيه هذه المقالة! بل هو نبي صادق، كل مَن اتَّبعه فهو سعيدٌ، وكل مُنصفٍ منَّا يُقِرُّ بذلك ويقول: أتباعُه سعداءُ في الدارَيْن.

قلتُ له: فما يمنعُك من الظفر بهذه السعادةِ؟ فقال: وأتباعُ كل نبيٍّ مِن الأنبياء كذلك، فأتباع موسى أيضًا سعداء.

قلتُ له: فإذا أقررتَ أنه نبيٌّ صادقٌ، فقد كفَّر مَن لَم يتبعه واستباح دمه وماله وحكم له بالنارِ، فإن صدقته في هذا وجَب عليك اتِّباعه، وإن كذَّبته فيه لَم يكن نبيًّا، فكيف يكون أتباعه سعداءَ؟! فلم يُحِرْ جوابًا! وقال حدثنا في غير هذا فانظر هذه الموازنة والمشابهة بين مالزم الجهمية النفاة من القدح والطعن في المتكلم بنصوص الصفات وما لزم منكري نبوة محمد من الطعن والقدح في الرب تعالى إذا ضممت هذا إلى ما يلزمهم من الطعن في كلامه وأمره واشتماله على ما ظاهره كفر وضلال وباطل ومحال علمت حقيقة الحال وتبين لك الهدى من الضلال والله المستعان ".اهـ.

ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:57 ص]ـ

قال عبدالرحمن بن مهدي: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: لقيت زفر رحمه الله، فقلت له: صرتم حديثا في الناس وضحكة.

قال: وما ذاك؟ قلت: تقولون: " ادرؤوا الحدود بالشبهات "، ثم جئتم إلى أعظم الحدود، فقلتم: تقام بالشبهات.

قال: وما هو؟ قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقتل مسلم بكافر " فقلتم: يقتل به - يعني بالذمي - قال: فإني أشهدك الساعة أني قد رجعت عنه.

قلت (الذهبي رحمه الله): هكذا يكون العالم وقافا مع النص.

ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[15 - 06 - 10, 03:07 م]ـ

المشاركة الماضية من كتاب سير أعلام النبلاء

نفع الله بكم

ـ[أبو حفص العمري]ــــــــ[16 - 06 - 10, 10:17 م]ـ

بارك الله بكم,,

ثمرة من الجرح والتعديل في حفظ الوقت:

839 - عبد الله بن مسلمة بن قعنب أبو عبد الرحمن المديني سكن البصرة روى عن مالك بن أنس وشعبة وابن أبى ذئب ومخرمة بن بكير وافلح وسلمة بن وردان سمعت أبى يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه أبى وأبو زرعة نا عبد الرحمن قال قلت لأبي القعنبي أحب إليك في الموطأ أو إسماعيل بن أبى أويس قال القعنبي أحب الى لم ار اخشع منه سألناه ان يقرأ علينا الموطأ فقال تعالوا بالغداة فقلنا له مجلس عند الحجاج قال فإذا فرغتم من الحجاج قلنا نأتي مسلم بن إبراهيم قال فإذا فرغتم قلنا يكون وقت الظهر ونأتى أبا حذيفة قال فبعد العصر قلنا نأتي عارم قال فبعد المغرب قلنا نأتيه بالليل فيخرج علينا كثر ما تحته شيء في الصيف في الحر الشديد فكان يقرأ علينا وعليه كساؤه ولو أراد لأعطي الكثير

«الجرح والتعديل» (5/ 181).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير