تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مَا سُلّطَ عَلَيْكَ مُؤْذٍ إلاّ بِذَنْب!

ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[10 - 05 - 10, 10:33 م]ـ

ما سُلّط عليك مؤذٍ إلا بذنب

بسم الله الرحمن الرحيم

قال العلامة شيخ الاسلام ابن قيم الجوزية – رحمه الله وطيب ثراه –

( ... السبب السابع: تجريد التوبة إلى الله، من الذنب الذي سلطت عليه أعداءه فإن الله تعالى يقول {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} الشورى30 وقال لخير الخلق، وهم أصحاب نبيه دونه صلى الله عليه وعلى آله وسلم {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُم} آل عمران165

فما سلط على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعلمه أو لا يعلمه، وما لا يعلمه العبد من ذنوبه، أضعاف ما يعلمه منها، وما ينساه مما عمله، أضعاف ما يذكره

وفي الدعاء المشهور (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك ما لا أعلم)

فما يحتاج العبد إلى الاستغفار منه مما لا يعلمه أضعاف أضعاف ما يعلمه، فما سلّط عليه مؤذٍ إلا بذنب.

ولقي بعض السلف رجلٌ فأغلظ له ونال منه، فقال له قف حتى أدخل البيت، ثم أخرج إليك، فدخل وسجد لله وتضرع إليه وتاب، و أناب إلى ربه، ثم خرج إليه فقال له: ما صنعت؟ فقال: تبت إلى الله من الذنب الذي سلطك به عليّ

وسنذكر إن شاء الله أنه ليس في الوجود شر إلا الذنوب وموجباتها، فإذا عوفي العبد من الذنوب عوفي من موجباتها، فليس للعبد إذا بغى عليه و أوذي وتسلط عليه خصومه شيء أنقع له من التوبة النصوح.

وعلامة سعادته: أن يعكس فكره ونظره على نفسه وذنوبه وعيوبه، فيشتغل بها وبصلاحها وبالتوبة منها، فلا يبقى فيه فراغ لتدبر ما نزل به، بل يتولى هو التوبة وإصلاح عيوبه، والله يتولى نصرته وحفظه، والدفع عنه ولا بد، فما أسعده من عبد، وما أبركها من نازلة نزلت به، وما أحسن أثرها عليه، ولكن التوفيق والرشد بيد الله لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع فما كل أحد يوفق لهذا، ولا معرفة به، ولا إرادة له، ولا قدرة عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

*********

(التفسير القيم 589 - 590)

ـ[أم ديالى]ــــــــ[11 - 05 - 10, 12:14 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

سؤال يطرح نفسه:

هل يعاقب الله العبد بالمصائب الدنيوية على ذنوب هو لا يعلم انها ذنوب لجهله؟

ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 01:23 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

سؤال يطرح نفسه:

هل يعاقب الله العبد بالمصائب الدنيوية على ذنوب هو لا يعلم انها ذنوب لجهله؟

واياكم جزاكم بمثله

إذا كان لا يعلم أنها ذنوب لشبهة او لتقليد ... وما الى ذلك فإن هذا لا يؤاخذ لان الله تعالى تعبدنا بما نعلم، وبغلبة الظن، و هذا في المسائل التي يعذر فيها الجاهل بجهله و الاعتبار فيها بالمكان و الزمان والمقام بصفة عامة

أما ماكان من اصول الدين التي استفاض امرها واشتهر كمسائل الالوهية والربوبية فلا ينظر الى العذر بالجهل كما افاد بهذا غير واحد من أهل العلم

فالعذر بالجهل له مقاماته المخصوصة والله اعلم

ـ[أبوسليم السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 10, 01:29 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 10, 02:59 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

واياكم اخي شكرا لك

ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[12 - 05 - 10, 08:52 ص]ـ

باركَ الله فيكَ ... وأحسنتَ النقلَ.

قال الشيخ العلامة مصطفى العدوي في "برنامج أحكام النساء":

ثمَّ إن الزوجةَ قد تتسلط على شخصٍ بسببِ ذنب ارتكبه, قال الحسن البصري: والله إني لأعلم ذنبي في خلق زوجتي وفي خلق دابتي. يعني: أنه يكون مع الزوجة في عيشةٍ هنيةٍ فإذا –وبلا سبب- أرى الزوجة قد كرهتني وتغير تعاملها معي, لذا قال تعالى [وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ].

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير