وكثير من الأقوال الخاطئة التي يرميها الكتاب والمتحدثون كالمتاع يسقط من يد صاحبه، بعضه سهل تناوله، وبعضه لا يؤبه به ويسقط في بئر سحيقة تناوله متعذر، والمصلحة في تركه، وقد يوصف تاركه حينها بالعجز، وينبغي أن لا يضره ذلك في نفسه، ولا يضره عند العقلاء، ولا يمكن أن يستكمل العالم اسم العلم، حتى يسمع الكلمة العَوراء فيجعلها خلف أذنه.
وقد يجد الإنسان صعوبة في رد حجة الجاهل مستحكم الجهل، لأنه يحتاج نوعاً نازلاً من العلم يليق بنزول جهالته.
وكثرة المجادلة في المسألة ليست محمودة في حد ذاته، ما لم يُنظر إلى دلائل الاقتران بها حالاً وما تؤول إليه، ولا ينبغي للعالم أن ينساق وراء ما يريد الجاهل من المراجعة والمقاولة، وما عليه أكثر مما بينّه.
لأن الجاهل لا يعرف نفسه قدر معرفة العالم له ولقوله، لأن العالم كان جاهلاً من قبل، وأما الجاهل فلا يعرف العالم لأنه لم يكن مرة عالماً.
وقد يكون الحق بيِّناً، وصاحب الباطل معاند معروف العناد، فتجب محاججته وبيان الحق لا له بل لمن وراءه ومن يتابعه، فهذا أبو لهب حكم الله بعدم إيمانه، وقطع بدخوله النار، (تبت يدا أبي لهبٍ وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى ناراً ذات لهب)، ومع ذلك بقي النبي صلى الله عليه وسلم يحاججه وقومه دهراً، لأن المقصود قومه في صورته لكونه سيداً متبوعاً.
والعالم يُدرك من أنواع وأجناس وأعداد المخاطبين ما لا يدركه غيره، فربما خاطب فرداً وسماه وهو يُريد غيره، وربما خاطب فرداً وهو يُريد جماعة، وربما أحجم عن تسمية فردٍ يستحق الردع، استصلاحاً لغيره ممن يشركه في منكره من أهل العناد، أو ممن يمد له بسببٍ ونسبٍ إغلاقاً لمدخل الشيطان عليهم من الذب عنه والتماس التأويل الباطل له، لاختلاط الهوى بالحق، فتكون حينئذٍ فتنة جماعة بعد أن كانت فتنة فردٍ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل مع بعض المنافقين من الأوس والخزرج، وهذا من البصيرة المذكورة في قوله تعالى: (قل هذِهِ سَبِيلِي، أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)
ـ[ظافر الخطيب]ــــــــ[12 - 05 - 10, 02:43 م]ـ
أسأل الله عزوجل أن يوفق هذا الرجل ويطيل في عمره.فعلا! كلام عالم كبير وان كان العمر صغيرا.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[12 - 05 - 10, 04:54 م]ـ
من أفضل ما قرأت في الرد على المخالف
جزاك الله خيرًا وحفظ الله الشيخ
وإن كانت سخونة الحوار قد تصهر كثير من الران في قلوب المخالفين
ـ[أحمد العقلاء]ــــــــ[12 - 05 - 10, 06:06 م]ـ
للفائدة ...
يوجد كتاب قيم للشيخ: خالد بن عثمان السبت - حفظه الله -
اسمه" فقه الرد على المخالف" يقع في 360 صفحة
أحسب أن الشيخ الطريفي إستفاد منه وفقه الله
ـ[هانىء المنصورى]ــــــــ[24 - 08 - 10, 12:12 ص]ـ
جزاك الله خيراً