الجواب: هذا مرض عارض قد يكون من آثار السحر، وقد يكون عينا، أي ما يسميه الناس النظلة والنفس، وقد يكون ذلك مرضا آخر سبب هذا الشيء، ولا يجوز إتيان السحرة ولا الكهنة ولا سؤالهم، فذهابك إلى السحرة والكهنة أمر لا يجوز، وقد أخطأت في ذلك فعليك التوبة إلى الله من ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» (1) رواه مسلم في صحيحه.
والعراف الذي يدعي معرفة الأمور، من طريق الجن أو من طرق أخرى غيبية أو خفية، فهذا لا يجوز سؤاله ولا تصديقه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» صلى الله عليه وسلم فلا يجوز إتيان الكهان، ولا السحرة، ولا سؤالهم، ولكن في الإمكان أن تعالجي عند طبيب معروف قد يعرف مثل هذه الأمور بأدوية معروفة؛ من إبر أو حبوب أو غير ذلك، أو عند قارئ أو امرأة صالحة تقرأ تنفث عليك، فلو وجدت امرأة صالحة قدمت على الرجل فتنفث عليك، وتقرأ عليك فلعل الله يزيل بها العين أو السحر، وهكذا الرجل الذي يعرف بذلك يقرأ عليك من غير خلوة، فيكون عندك أمك، أو أخوك، أو أبوك أو نحو ذلك، من دون خلوة، لعل الله ينفع بذلك.
وفي الإمكان أيضا أن يقرأ لك في ماء تقرأ فيه الفاتحة، وآية الكرسي، وآيات السحر المعروفة في سورة الأعراف، وسورة يونس، وطه، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتان، كل هذا يقرأ في ماء مع ما تيسر من الدعاء، مثل: «اللهم رب الناس أذهب الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما». «بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك»، يكرر هذا الدعاء ثلاث مرات؛ لأنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا فعل ذلك أو فعلت المرأة ذلك تشربين منه بعض الشيء، وتغتسلين بالباقي؟ فهذا مجرب بإذن الله لعلاج السحر، وحبس الرجل
عن زوجته، وهو أيضا علاج للعين، فإن العين ترقى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا رقية إلا من عين أو حمة».
وهذه أسباب قد ينفع الله بها، وقد يجعل في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر تدق وتجعل في الماء، ويقرأ فيها ما تقدم وقد ينفع الله بذلك أيضا، وقد فعلنا هذا لكثير من الناس فنفعه الله بذلك، وقد ذكر ذلك العلماء، ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ صاحب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، فإنه ذكر هذا في باب ما جاء في النشرة، فإذا كان عندك الكتاب فطالعيه، أو اعرضي هذا على العلماء وهم إن شاء الله يقومون باللازم.
أما السحرة والكهنة والعرافون فلا تسأليهم ولا تصدقيهم، ولكن عليك بعلماء الحق والقراء المعروفين بالخير، حتى يعملوا لك هذه القراءة، أو النساء الصالحات من المدرسات وغيرهن من المعروفات بالخير حتى يفعلن لك هذه القراءة، ولعل الله يمن بالشفاء والعافية بأسباب هذا.
ومما ينبغي أن تعمليه هو الدعاء، فتسألين الله عز وجل أن يزيل عنك ما نزل بك، فالله سبحانه يجب أن يسأل، وهو القائل سبحانه: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (2) [غافر: 60] وهو القائل عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (3) [البقرة: 186].
فعليك أن تسألي الله العافية والشفاء، وزوجك كذلك عليه أن يسأل الله لك الشفاء والعافية، فالمؤمن يدعو لأخيه، وهكذا أبوك وأمك كلاهما يسأل الله لك العافية، فالدعاء سلاح المؤمن، والله عز وجلوعد بالإجابة، فعليك بالدعاء وجدي في الدعاء، والصدق في الدعاء، لعل الله يمن بالشفاء سبحانه وتعالى، وأنصحك أيضا بأن تنفثي في كفيك عند النوم وتقرئي سورة قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثلاث مرات وتمسحي بهما رأسك ووجهك وصدرك ثلاث مرات، فهذا العمل من أسباب الشفاء والعافية.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يفعل ذلك عند النوم، كما صح ذلك عنه عليه الصلاة والسلام من حديث عائشة رضي الله عنها. والله أعلم.
فتاوى نور على الدرب للإمام عبد العزيز بن باز 1/ 201.
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[16 - 05 - 10, 12:59 ص]ـ
هذه الفتاوى عن اللجنة الدائمة والشيخ ابن باز،
سبق وأن أوردها في مشاركة سابقة الزميل العزيز: د. أبو هبة؛
ومنه نقلت؛
فجزاه الله خيرًا على ذلك.
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[16 - 05 - 10, 03:26 ص]ـ
ليست هذه الفتوى للشيخ ابن عثيمين رحمنه الله تعالى.
بل هي لموقع الإسلام سؤال وجواب.
انظرها هنا:
http://www.islamqa.com/ar/ref/96273 (http://www.islamqa.com/ar/ref/96273)
أخي الكريم مشرف الموقع " الشيخ المنجد" نقلها من الشيخ "ابن عثيمين" والكلام في فتاوى الشيخ باللفظ والشيخ المنجد قرر هذا في الكلام حول منهج الفتاوى لديه وإن أردت أن تتأكد اتصل به واسأله لمن الفتوى يجيبك بإذن الله ... " وهو ليس مفتيا وإنما ينقل فتاوى العلماء " بارك الله فيك
¥