تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[21 - 10 - 10, 11:14 ص]ـ

جزاك الله خير أخي أبو جابر ونفع بك ولإخوة الكرام

لكن عندي تساؤل كنت قد توقعت إيراده من الإخوة لكن لم أجد ذلك إلا من الإخت أم نور الدين، وهو أن المرأة كما ذكرت نصرانية فإسلامها قبل غرغرت الروح مقبول بلا أدنى شك إذا كانت الشمس لم تطلع من مغربها، لكن ذكرت أن الشابين جاؤها وهي وتحتضر يعني (تيقن الموت) ومعلوم أن الروح إذا غرغرت لا تقبل توبة صاحبة: عن ابن عمر: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر. (رواه الترمذي وحسنه الألباني)

قال في تحفة الأحوذي (شرح الترمذي):

ما لم يغرغر من الغرغرة أي ما لم تبلغ الروح إلى الحلقوم يعني ما لم يتيقن بالموت فإن التوبة بعد التيقن بالموت لم يعتد بها لقوله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين:

أما حديث ابن عمر إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر أي ما لم تصل الروح الحلقوم، فإذا وصلت الروح الحلقوم فلا توبة وقد بينت النصوص الأخرى أنه إذا حضر الموت فلا توبة لقوله تعالى {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن} فعليك يا أخي المسلم أن تبادر بالتوبة إلى الله من الذنوب وأن تقلع عما كنت متلبساً به من المعاصي وأن تقوم بما فرطت به من الواجبات وتسأل الله قبول توبتك والله الموفق

والله تعالى أعلم.

وفيكم بارك الله تعالى أخي الحييب وجزاكم الله خيرا على هذه الملحوظة القيّمة.

أرى أنّه لا إشكال في الأمر والله أعلم، ذلك أنّ باب التوبة يغلق عند " الغرغرة " وهو بلوغ الروح الحلقوم و هي آخر مرحلة من مراحل الاحتضار، وليست الغرغرة هي " الاحتضار"، والذي هو بداية النزع.

فقد دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلام اليهودي الذي كان يخدمه إلى الإسلام ـ وهو في موته كما جاء في رواية أحمد ـ

وأصرح منه دعوته لعمه في موته لقول لا إله إلا الله:

فقد بوّب البخاري هذه القصة بعنوان " إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله ":

عن سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِى أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأَبِى طَالِبٍ «يَا عَمِّ، قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ».

فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى أُمَيَّةَ يَا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ، وَيَعُودَانِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه لقول كلمة التوحيد قبل الغرغرة:

قال الحافظ ابن حجر في الفتح:11/ 211

" قوْله: (أَنَّ أَبَا طَالِب لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاة)

أَيْ قَبْل أَنْ يَدْخُل فِي الْغَرْغَرَة" اهـ،

وبارك الله فيكم جميعا على التفاعل والفائدة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير