تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك تتلمذ على يدي الشيخ رمضان الجلاد - حفظه الله - فقد حضر معظم شرحه لبلوغ المرام – للحافظ ابن حجر - رحمه الله - ,وكانت له مجالس عديدة مع فضيلة الشيخ إحسان بن عايش العتيبي - حفظه الله -, وكان الشيخ رامز - رحمه الله - يحبه كثيراً، ويُكنُّ له في قلبه إجلالاً عظيماً. < o:p>

ومع ما وهبه الله من العلم إلاًّ أنه كان لا يحب الظهور، وكان يتواضع للناس غاية التواضع، حتى عندما تراه مع طلبة العلم تظنه لا يحفظ الأربعين النووية، وكان يحب الإستماع أكثر من التكلم، وكان يقول: أن هذا يفيد في التعلم من إخوانه والإستفادة منهم، ولو رأيته مع طلابه فلن تميزه عنهم، ومع ذلك فقد كانوا يعظمونه ويجلونه، وله في قلوبهم هيبة.< o:p>

وكان - رحمه الله - محباً للسنة داعياً إليها، حريصاً على متابعتها، فقد كان متحلياً بأخلاق النبي " صلى الله عليه وسلم " متشبهاً به ظاهراً وباطناً، وكان معفياً للحيته، وكان يحض طلابه وأصدقاءه على إعفائها، وكان إذا أتاه أحد يريد أن يتتلمذ على يديه يقول له: أنا موافق بشرط واحد أرجو أن تلبيه، أن تعفي اللحية، وكان يحب أن يلبس الثوب، وكان حريصاُ على أن يكون ثوبه فوق الكعبين، فكان قلبه وعاءً للسنة وظاهره معموراً بالسنة رحمة الله عليه.< o:p>

وكان - رحمه الله - على اعتقاد السلف الصالح، مؤمناً بان الله وحده هو المستحق للعبادة، وأنه سبحانه هو رب العالمين، وكان مثبتاً لصفات الرب سبحانه وتعالى، لا يشبه ربه بخلقه، ولا يعطل صفاته، وكان يعلم من حوله عقيدة السلف الصالح، ويدعوهم إلى التمسك بها، وكان كذلك مدافعاً عنها، يرد شبهات أهل البدع بما آتاه الله من علم، وقد حدثني أحد زملائه في المرحلة الجامعية، أنه كان ناراً على الأحباش، وأنه كان بينه وبينهم مناظرات، فيخرج منها - بحمد الله - وقد نصر الحق وأظهره، وهزم باطلهم وأخمده، وقد حدثني بإحدى تلك المناظرات، وكان مما حدثني به، أن أحد الأحباش ناظره في مسألة إثبات اليدين لله تعالى، فذكر الحبشي قوله تعالى ((وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته)) فقال: هل للرحمة يدان؟ < o:p>

فأجابه الشيخ: إن إضافة اليدين إلى الذات يختلف عن إضافتهما إلى الصفة، فلا يصح قياس هذا على ذاك، وكذلك اقتران لفظ اليدين بـ (بين) يقتضي معنىً واحداً، وهو (أمام) وأما الآيات والأحاديث التي أتى فيه ذكر اليدين لم تقترن بـ (بين) ولم تضف إلى صفة، فلا يصح الإستدلال بهذه الآية في مسألتنا هذه، فَبُهِتَ ذلك الحبشي. < o:p>

وكان - رحمه الله - معظماً لأئمة السنة، كالأئمة الأربعة، وأصحاب السنن والصحاح، وشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ومشايخ الدعوة السلفية المباركة كالشيخ العلامة ابن باز وفضيلة الشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين والعلامة المحدث الألباني رحمهم الله جميعاً وغيرهم.< o:p>

وأما في الدعوة إلى الله تعالى فقد كان - رحمه الله – مجتهداً فيها غاية الاجتهاد، فقد كان يعظ الناس في كل مناسباتهم وفي كل الأماكن، وقد خرجت كثير من المنكرات من بيوت كثيرة بفضل الله ثم دعوته، وقد حدثني أحد الأخوة الأفاضل أن الشيخ - رحمه الله – لما رجع من رحلته إلى الشيخ يحيى اليحيى - حفظه الله – أتاه الشيخ إلى البيت، وأخبره بأنه مدعوُّ لإلقاء كلمة في حفل زفاف إلى قرية مجاورة، وطلب منه أن يرافقه، يقول: فذهبت معه، فبقي طوال الطريق يحدثني عن بعض مسائل الاعتقاد، ثم تكلم في ذلك الحفل كلمة سُّر بها الحضور، كل ذلك مع أنه لم يمض على عودته من السفر ساعات ... < o:p>

وأذكر أني ذهبت معه في رفقة عدد من المشايخ لزيارة رجل تجاوز عمره الستين ولم يركع لله ركعة، فما كان من ذلك الرجل إلاَّ أن خرج إلينا وأخذ يشتمنا - هداه الله - ثم أغلق بابه، فنظرت إلى الشيخ فإذا به يقول: لن نتركَهُ بإذن الله حتى يصبح من المصلين وسنرجع إليه إن شاء الله، وكانت وفاته - رحمه الله - بعدها بأيام، فأسأل الله أن يبلغه أجره على نيته.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير