تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولما انتهت العطلة بقي مع مجموعة منهم ممن يستطيع التفرغ، والباقي يأتيه في نهاية الأسبوع ليراجع حفظه ويثبته، ويتم من لم يتمه.

وكان من تلامذته المتفرغين اثنان من أبنائي حفظ واحد منهم (7) أجزاء في (5) أسابيع تقريباً، والثاني حفِظ المذكرة الأولى من الصحيحين، ونصف الثانية – حوالي (600) حديثاً، وقد مشى مع الثاني في التجويد والتلاوة.

وقد أعطى وقته كله لإخوانه، حتى إنه لم يفطر يوماً عند أهله – كما أخبر أخوه في المقبرة – وكان يشرف على طعامهم وشرابهم وذهابهم وإيابهم.

ومن ذلك: أنني دعوتهم مرة للإفطار صباحاً قبل رمضان فجاء حوالي (20) من خيرة من تحب أن ترى من الشباب.

وفي المرة الأخرى قلت له: أحب أن تأتوا عندي مرة أخرى فتوقف ثم قال: طلب أم رغبة؟ فقلت: طبعاً رغبة، فقال: إن كان طلباً لبَّينا وإن كانت رغبة فأعتذر لأن الوقت يضيع بالذهاب والإياب والصيف على وشك الانتهاء وأحب أن ينتهي الشباب من برنامجهم، فأكبرت فيه أدبه وحرصه – رحمه الله -.

وكان كان أديباً حسن الخلُق حسن المعاشرة لإخوانه، وإذا رأيته في مجلس قلت لا يحفظ جزء " عم " ولا الأربعين النووية! وبخاصة إذا كان مجلساً فيه دعاة وطلبة علم وعلماء.

وفي يومه الأخير: دعاني للإفطار عنده في المسجد، فلبيت الدعوة، وأفطرنا وصلينا التراويح في مسجده، وقدم اثنين من تلامذته للصلاة، وقال: أنا مرتاح، الشباب يصلون وأنا أصلي خلفهم.

ورجعنا إلى بيته، فجلسنا قليلاً ثم ودعناه للرجوع إلى منزلنا، فقال له بعض تلامذته: إنه يريدني في موضوع خاص، وإنه سيكلمني فيه أثناء رجوعنا إلى المنزل، فرغب الشيخ أن يرافقنا إلى منزلنا ليرجع مع تلميذه حتى لا يرجع وحده.

وكان ذلك ولم يجلسوا إلا قليلاً ثم غادروا راجعين إلى بيت المسجد، وكان معهم واحد من تلامذته ليوصلوه إلى بيته، وزار في الطريق تلميذاً له في منطقتنا.

وفي الساعة الثانية ليلاً جاء الخبر الصاعقة، والخبر المفجع المؤلم، خبر وفاة الشيخ رامز نفسه، فقمت فزعاً غير مصدِّق الخبر، ولما ذهبت إلى المستشفى رأيت مجموعة من تلامذته تبكي بكاء مرّاً على فقدان شيخهم فخففت عنهم وكنت أنا أحوجهم إلى من يخفف عني، وكذا كان معي أبنائي من تلامذته فاشترك الجميع في البكاء، وذهبت إلى والده لأخفف عنه، وهو يبكي بكاء مرّاً – أيضاً – فحاولت التخفيف عنه قدر المستطاع.

وكانت وفاته في حادث مروع في الساعة الواحدة والنصف تقريبا ليلاً، توفي على إثرها نتيجة كسر في الرقبة ونزيف في الدماغ.

وكانت وفاته في شهر عظيم – وهو رمضان – وفي ليلة الجمعة – 12 رمضان 1424 - ، وكان في طاعة الله، وفي حادث سيارة، وقد ذكر علماء اللجنة الدائمة أنه يرجى أن يكون من مات في حادث سيارة أن يكون من الشهداء، وأنه يصدق عليه – إن شاء الله – أنه " صاحب هدم "، فهنيئا له هذه الموتة

وكانت جنازته مشهودة حضرها حوالي الألف من الناس، وكان على رأسهم الشيخ محمد شقرة، وخطب في الناس خطبة بليغة ذرف وأذرف الدموع، وبكى وأبكى الناس، ومما قال الشيخ – حفظه الله – " أن الملوك لا يملكون ما يملك رامز، وأن الوزراء والأغنياء ليس عندهم ما عند رامز ".

ومن رأى تلامذته وبكاءَهم، والناسَ وحزنَهم، وأهلَه وتأثرَهم علِم أي رجل كان، وقد فقدت الأمة حافظاً من حفاظها، وعزاؤنا أن يعوض الله الأمة مثله أو خيراً منه.

وقد دعا له كثيرون ممن لا يعرفونه، وتأثر بوفاته كثير ممن رأى تأثر الناس، وقال بعض الإخوة: لم نكرمه وهو حي فأقل ما نكرمه بعد وفاته الصلاة عليه والدعاء له، وقد بكى الشيخ يحيى اليحيى كثيراً عندما بلغه وفاة الشيخ رامز رحمه الله، ولم يستطع إكمال المكالمة فاعتذر للشيخ محمد الرويلي – وهو من زملاء الشيخ رامز في الحفظ - عن إكمالها، وكان يحبه ويوده كثيراً، وبينهما اتصالات ومحادثات كثيرة، وتزكية الشيخ رامز عنده مقبولة.

واللهَ نسأل أن يرحم الشيخ رامزاً وأن يعفوَ عنه وأن يرفع درجته في المهديين.

وكتبه

إحسان بن محمد بن عايش العتيبي

أبو طارق

14 رمضان / 1424 هـ

ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[17 - 05 - 10, 02:43 م]ـ

رحم الله الشيخ -رامز- رحمة واسعة , وأسكنه فسيح جنانه , وجزى الله كاتب المقال خير الجزاء.

أيضا بارك الله فيك أخي الفاضل " عبد الحكيم " على هذه التذكرة الطيبة.

وجزى الله مشايخه خير الجزاء.

ومن نعم الله علي أولا وآخرا أني إلتقيت الشيخ رحمه الله تعالى مرة واحدة كانت في بيت رأس وأظنها عند الأخ معن كان قد زاره هو وتلامذته ولكنها لم تطل لكنها كانت جلسة جميلة ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير