وهنا كلمة ربما يغفل عنها كثير من الناس وهي قول المؤذن أشهد الشهادة بضد الغيب، الشهادة هي الرؤيا، قال تعالي:? عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ? (الحشر:22)، فعندما أقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أي كأنك تقول أنا أرى الله وأشاهده، يكون من ثمرة ذلك أن قلبك لا يقوم في مشهد العصيان وأنت تعتقد أنك ترى الله.< o:p>
هل يُري الله _عز وجلَّ _في الدنيا؟ < o:p>
ولأن رؤية الله- عز وجل- في الدنيا مستحيلة وإن كنا نراه في الجنة إن شاء الله تعالى كما نرى القمر ليلة البدر وكما جاءت بذلك الأحاديث المتواترة، إلا أننا لا نرى ربنا في الدنيا.< o:p>
وقصة موسى في الدنيا معروفة لما قال:? رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي?فماذا كانت النتيجة؟ ? فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ? (الأعراف:143)،< o:p>
وقال النبي- صلي الله عليه وسلم-:" واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا"، فرؤية الله- عز وجل- في الدنيا مستحيلة، ولكن قدِّر هذا , عندما تقول أسهد أن لا إله إلا الله، ولأنك لن تراه تبقى المرتبة الثانية وهو يراك، وهذا أعلى درجات الدين.< o:p>
درجات دين الإسلام.< o:p>
فإن دين الإسلام على ثلاث درجات الدرجة الأولى وهي الأوسع الإسلام ثم الإيمان، ثم الإحسان، فهي ثلاثة دوائر متداخلة، الدائرة الأوسع الإسلام، وبداخلها دائرة أضيق منها وهي الإيمان وبداخلها دائرة أضيق منها وهي الإحسان، فإذا خرج من الإحسان أين يذهب؟ يقع في دائرة الإيمان،وإذا خرج من دائرة الإيمان أين يذهب؟ يقع في دائرة الإسلام، وإذا خرج من دائرة الإسلام أين يذهب؟ خرج إلى الفضاء الواسع ألا وهو الكفر.< o:p>
أركان الإسلام.< o:p>
فيكون الدين عندنا كما في حديث جبريل- عليه السلام- الذي رواه الشيخان في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ورواه مسلم في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لما جاء جبريل - عليه السلام - وسأل النبي- صلي الله عليه وسلم- ما الإسلام؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا، ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، ما الإحسان؟ قال: أن تعبد كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ".< o:p>
هذه الدوائر المتداخلة كما قلت أعلي دائرة فيها أو قبتها الإحسان والإحسان كما عرفه النبي - عليه الصلاة والسلام - " أن تعبد الله كأنك تراه " هذه هي معني نشهد لأنك لن تراه علي الحقيقة، لكن كأنك تراه، كأنك تشاهده " فإن لم تكن تراه فإنه يراك "، تخيل أن رجلاً يريد أن يزني، ويعلم يقينًا أن يوجد كاميرا مسجلة، أو أن أحداً ينظر إليه من ثقب الباب، أيستطيع أن يفعل شيئًا؟ لا يستطيع أن يفعل شيئًا، وهذا نظر بشر فإذا تحقق المرء بمعني أشهد لا يستطيع قلبه أن يقوم في مشهد العصيان مطلقًا.< o:p>
لا يستطيع ذلك.< o:p>
وبهذا تعلم فساد هذه الرواية الإسرائيلية التي يذكرها بعض أهل التفسير في سورة يوسف عليه السلام? لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ?< o:p>
( يوسف:24)، من ضمن الروايات الصلعاء التافهة في هذا الباب قالوا: برهان ربه أنه عندما حل سرواله ونظر إلي السقف فوجد يعقوب عاضاً علي إصبعه يقول له: لا تفعل، أي منقبة ليوسف حينئذٍ لما يرى أباه، صورة أبيه وهو يعض على إصبعه لا تفعل، أي ميزة وأي منقبة ليوسف حينئذٍ، في اجتنابه الزنا، أي رجل حتى وإن كان فاجرًا لو علم أن أحداً يراقبه، أو يشاهده، أو يصوره فإنه لا يستطيع أن يفعل ذلك.< o:p>
الشهادة دلالة علي صحة التوحيد.< o:p>
¥